ذكر لي بعض حكمائهم أنه يسمى هفت جوش «٨٦» ، بفتح الهاء وسكون الفاء وتاء معلوة وجيم مضموم وآخره شين معجم، ومعنى ذلك، سبعة معادن، وأنه مؤلّف منها، وقد جلى من هذا العمود مقدار السبّابة ولذلك المجلوّ منه بريق عظيم، ولا يؤثر فيه الحديد، وطوله ثلاثون ذراعا، وأدرنا به عمامة فكان الذي أحاط بدائرته منها ثماني أذرع.
وعند الباب الشرقي من أبواب المسجد صنمان كبيران جدا من النحاس مطروحان بالأرض، قد ألصقا بالحجارة ويطأ عليهما كلّ داخل إلى المسجد أو خارج منه «٨٧» .
وكان موضع هذا المسجد بذخانة، وهو بيت الأصنام «٨٨» ، فلما افتتحت جعل مسجدا.
وفي الصحن الشمالي من المسجد الصومعة التي لا نظير لها في بلاد الإسلام، وهي مبنية بالحجارة الحمر خلافا لحجارة سائر المسجد فإنها بيض، وحجارة الصومعة منقوشة، وهي سامية الارتفاع، وفحلها من الرخام الأبيض الناصع وتفافيحها من الذهب الخالص، وسعة ممرّها بحيث تصعد فيه الفيلة «٨٩» .
حدثني من اثق به أنه رأى الفيل حين بنيت يصعد بالحجارة إلى أعلاها، وهي من بناء السلطان معز الدين بن ناصر الدين ابن السلطان غياث الدين بلبن «٩٠» .