اصحابه فرسه فسقط إلى الأرض ورمى إبراهيم بنفسه عليه فقبضه وجاء أصحاب الوزير ليأخذوه فمنعهم وقال: لا أتركه حتّى أوصله للوزير أو أموت دون ذلك، فتركوه فأوصله إلى الوزير.
وكنت أنظر عند الصبح إلى الفيلة والأعلام يؤتى بها إلى السلطان ثمّ جاءني بعض العراقيّين فقال: قد قبض على عين الملك، وأوتي به الوزير، فلم أصدقه فلم يمرّ الّا يسير وجاءني الملك تمور الشربدار فأخذ بيدي وقال: أبشر فقد قبض على عين الملك وهو عند الوزير فتحرّك السلطان عند ذلك ونحن معه إلى محلّة عين الملك على نهر الكنك فنهبت العساكر ما فيها، واقتحم كثير من عسكر عين الملك النهر فغرقوا، وأخذ داود بن قطب الملك وابن ملك التجار وخلق كثير معهم، ونهبت الأموال والخيل والأمتعة.
ونزل السلطان على المجاز وجاء الوزير بعين الملك، وقد أركب على ثور وهو عريان «٤٨» مستور العورة بخرقة مربوطة بحبل وباقيه في عنقه، فوقف على باب السراجة، ودخل الوزير إلى السلطان فأعطاه الشّربة عناية به، وجاء ابناء الملوك إلى عين الملك فجعلوا يسبّونه ويبصقون في وجهه ويصفعون أصحابه، وبعث إليه السلطان الملك الكبير فقال له: ما هذا الذي فعلت؟ فلم يجد جوابا، فأمر به السلطان أن يكسى ثوبا من ثياب الزّمّالة! وقيّد بأربعة كبول، وغلّت يداه إلى عنقه وسلّم للوزير ليحفظه، وجاز إخوته النهر هاربين ووصلوا مدينة عوض، فأخذوا أهلهم وأولادهم وما قدروا عليه من المال وقالوا لزوجة أخيهم عين الملك:
وبلغ ذلك السلطان فكان سبب خيرها وأدركته لها رقّة، وأدرك الفتى سهيل نصر الله من أولئك الاخوة فقتله، وأتى السلطان برأسه وأتى بام عين الملك واخته وامرأته فسلّمن إلى الوزير وجعلن في خباء بقرب خباء عين الملك، فكان يدخل إليهنّ ويجلس معهنّ ويعود إلى محبسه! ولمّا كان بعد العصر من يوم الهزيمة أمر السلطان بسراح لفيف الناس الذين مع عين الملك من الزّمالة والسوقة والعبيد ومن لا يعبأ به، وأتي بملك ابراهيم البنجيّ الذي ذكرناه فقال ملك العسكر الملك نوا: ياخوندا عالم اقتل هذا، فانّه من المخالفين، فقال الوزير إنّه قد فدا نفسه بالقائم فعفى عنه السلطان وسرّحه إلى بلاده.