الفارسيّ: حلّت البركة، قدومك مبارك أجمع خاطرك، أعمل معك من المراحم وأعطيك من الإنعام ما يسمع به أهل بلادك فياتون إليك. ثم سألني عن بلادي فقلت له: بلاد المغرب، فقال لي: بلاد عبد المؤمن «٩٣» ؟ فقلت له: نعم. وكان كلّما قال لي كلاما جيّدا قبّلت يده حتّى قبّلتها سبع مرّات، وخلع عليّ وانصرفت.
واجتمع الواردون فمدّ لهم سماط ووقف على رؤوسهم قاضي القضاة صدر الجهان ناصر الدين الخوارزميّ، وكان من كبار الفقهاء، وقاضي قضاة المماليك صدر الجهان كمال الدين الغزنويّ، وعماد الملك عرض المماليك، والملك جلال الدين الكيجيّ «٩٤» ، وجماعة من الحجّاب والأمراء، وحضر لذلك خذاوند زادة غياث الدين ابن عمّ خذاوندزادة قوام الدين قاضي التّرمذ الذي قدم معنا، وكان السلطان يعظّمه ويخاطبه بالأخ وتردّد إليه مرارا من بلاده.
والواردون الذين خلع عليهم في ذلك هم خذا وندزادة قوام الدين وإخوته ضياء الدّين، وعماد الدين، وبرهان الدين وابن اخته أمير بخت ابن السيّد تاج الدين، وكان جدّه وجيه الدين وزير خرسان، وكان خاله علاء الدين أمير الهند ووزيرا أيضا، والأمير هبة الله بن الفلكيّ التبريزيّ، وكان ابوه نائب الوزير بالعراق، وهو الذي بنى المدرسة الفلكيّة بتبريز «٩٥» ، وملك كراي من أولاد بهرام جور «٩٦» صاحب كسرى، وهو من أهل جبل بذخشان «٩٧» الذي منه يجلب الياقوت البلخش واللازورد، والأمير مبارك شاه السّمرقندي وأرون بغا البخاريّ وملك زادة الترمذيّ وشهاب الدين الكازروني «٩٨» التاجر الذي قدم من تبريز بالهديّة إلى السلطان فسلب في طريقه.