وسافرت في البحر إلى هنور ثم إلى فاكنور، ثم إلى منجرور ثم إلى هيلي ثم إلى جرفتّن وده فتّن، وبدفتّن وفندرينا وقالقوط، وقد تقدم ذكر جميعها ثم إلى مدينة الشاليات، وهي بالشين المعجم والف ولام وياء آخر الحروف والف وتاء معلوة، مدينة من حسان المدن تصنع بها الثياب المنسوبة لها «١٤٧» ، وأقمت بها فطال مقامي فعدت إلى قالقوط، ووصل اليها غلامان كانا لي بالككم فأخبراني أن الجارية التي كانت حاملا وبسببها كان تغيّر خاطري توفيت، وأخذ صاحب الجاوة سائر الجواري واستولت الأيدي على المتاع وتفرّق أصحابي إلى الصين والجاوة وبنجالة، فعدت لما تعرّفت هذا إلى هنّور، ثم إلى سندابور فوصلتها في آخر المحرم وأقمت بها إلى ثاني من شهر ربيع الآخر.
وقدم «١٤٨» سلطانها الكافر الذي دخلناها عليه برسم أخذها وهرب إليه الكفار كلّهم، وكانت عساكر السلطان متفرقة في قرى فانقطعوا عنا، وحصرنا الكفار وضيّقوا علينا، ولما اشتد الحال خرجت عنها وتركتها محصورة «١٤٩» ، وعدت إلى فالقوط.
وعزمت على السفر إلى ذيبة المهل وكنت أسمع بأخبارها فبعد عشرة أيام من ركوبنا البحر بقالقوط وصلنا جزائر ذيبة المهل، وذيبة على لفظ مؤنث الذيب «١٥٠» ، والمهل بفتح الميم والهاء، وهذه الجزائر إحدى عجائب الدنيا، وهي نحو ألفى جزيرة «١٥١» ويكون منها مائة فما