ظهرهم ثياب الوليان «١٧٥» ، بكسر الواو وسكون اللام وياء آخر الحروف، وهي شبه الأحاريم، وبعضهم يجعل عمامة، وبعضهم منديلا صغيرا عوضا منها، وإذا لقى أحدهم القاضي أو الخطيب وضع ثوبه عن كتفيه وكشف ظهره ومضى معه كذلك حتى يصل إلى منزلة ومن عوائدهم أنه إذا تزوج الرجل منهم ومضى إلى دار زوجته بسطت له ثياب القطن من باب دارها إلى باب البيت، وجعل عليها غرفات من الودع عن يمين طريقه إلى البيت وشماله، وتكون المرأة واقفة عند باب البيت تنتظره فإذا وصل إليها رمت على رجليه «١٧٦» ثوبا يأخذه خدامه، وان كانت المرأة هي التي تاتي إلى منزل الرجل بسطت داره وجعل فيها الودع ورمت المرأة عند الوصول اليه الثوب على رجليه، وكذلك عادتهم في السلام على السلطان عندهم، لا بد من ثوب يرمى عند ذلك، وسنذكره.
وبنياتهم بالخشب ويجعلون سطوح البيوت مرتفعة عن الأرض توقيا من الرطوبات لأن أرضهم ندية، وكيفية ذلك أن ينحتوا حجارة يكون طول الحجر منها ذراعين أو ثلاثة ويجعلونها صفوفا ويعرضون عليها خشب النارجيل، ثم يضعون الحيطان من الخشب «١٧٧» ولهم صناعة عجيبة في ذلك، ويبنون في أسطوان الدار بيتا يسمونه المالم «١٧٨» بفتح اللام، يجلس الرجل به مع أصحابه ويكون له بابان أحدهما إلى جهة الاسطوان يدخل منه الناس والآخر إلى جهة الدار يدخل منه صاحبها، ويكون عند هذا البيت خابية مملوءة ماء، ولها مستقى يسمونه الولنج «١٧٩» ، بفتح الواو واللام وسكون النون وجيم، هو من قشر جوز النّارجيل وله نصاب طوله ذراعان، وبه يسقون الماء من الآبار لقربها.
وجميعهم حفاة الأقدام من رفيع ووضيع، وأزقتهم مكنوسة نقية تظللها الأشجار