يستغني عن المجهود الذي بذله هذا الرجل في سبيل تصحيح ما قام به السابقون مما استفدنا منه بطبيعة الحال «١٤» .
وقد كان گيب نشر قبل إصدار الجزء الثالث دراسة نقدية حول رحلة ابن بطوطة في آسيا الصغرى وفي روسيا" بمناسبة تكريم الأستاذ الراحل ليفي بروفنصال «١٥» .
وما دمنا في ذكر گيب نسجّل هنا أنه بعد وفاته اهتم أحد الباحثين بنشر الجزء الرابع من ترجمة الرحلة إلى الإنجليزية، ويتعلق الأمر بالأستاذ بيكينگام Beckingham الذي قام عام ١٩٩٤ باصدار هذا الجزء واعدا في المقدمة وفي بعض التعاليق بأنّ مجلدا خامسا في طريقه إلى الظهور خصّصه، فيما يبدو، للفهارس وللجانب الكرونولوجي والتوثيقي ...
وقد كان في صدر من استفاد من عمل گيب، المستشرق الروسي أ. يو.
كراتشكوفسكي (ت ١٩٥١) في كتابه القيّم" تاريخ الأدب الجغرافي العربي" الذي ترجمه الزميل الراحل صلاح الدين عثمان هاشم.
لقد قال عن ابن بطوطة:" إنه منافس خطير لمعاصره الأقدم منه تاريخا ماركوبولو.
ومن الطبيعي- يقول كراتشكوفسكي- أن ابن بطوطة الطنجي كان له إحساس فطري ذاتي بظروف حضارة العالم الذي يصفه أكثر ممّا كان لدى ماركو بولو البندقي وإن وصف الرحالة المسلم لخط سير رحلته كان أدعى إلى الثقة ممّا عليه الحال مع معاصره المسيحي «١٦» .
وقد قام الأستاذ روس دان (Ross E.Dunn) في كتابه باللّغة الانجليزية: (مغامرات ابن بطوطة) بنشر عرض للرحلة ولو أنه كان يحكي عن ابن بطوطة بأسلوب خاص، ولكنه زود كتابه بتعاليق وبخرائط جدّ مفيدة «١٧» .
وقد ظهر عالم تشيكي جليل قام بدراسة نقدية رائعة للرحلة خاصة ما يتصل فيها بتحديد المراحل والمواقع والمسافات مقرونة بتحديد الأزمان والظروف، ولا اعتقد أن احدا يستطيع أن يجد من الوقت ومن الصبر ما يمكنّه من القيام، بأناة وتوأدة، من ملاحقة