فيها ذاهبا في السماء، كأنه عمود دخان «٢٤٠» ، ولما وصلناها قال البحرية: إن هذا المرسى ليس في بلاد السلطان الذي يدخل التّجار إلى بلاده آمنين، إنما هذا مرسى في بلاد السلطان أيري شكروتي، وهو من العتاة المفسدين، وله مراكب تقطع في البحر فخفنا أن ننزل بمرساه، ثم اشتدت الريح فخفنا الغرق، فقلت للناخودة: أنزلني إلى الساحل وأنا آخذ لك الأمان من هذا السلطان! ففعل ذلك وأنزلني بالساحل، فأتانا الكفار، فقالوا: ما أنتم؟ فأخبرتهم أني سلف سلطان المعبر وصاحبه، جئت لزيارته، وان الذي في المركب هدية له فذهبوا إلى سلطانهم فاعلموه بذلك فاستدعاني فذهبت له إلى مدينة بطّالة «٢٤١» ، وضبط اسمها بفتح الباء الموحدة والطاء المهمل وتشديدها، وهي حضرته مدينة صغيرة حسنة عليها سور خشب وأبراج خشب وجميع سواحلها مملوءة بأعواد القرفة تاتي بها السيول فتجتمع بالساحل كأنها الرّوابي ويحملها أهل المعبر والمليبار دون ثمن إلا أنهم يهدون للسلطان في مقابلة ذلك الثوب ونحوه «٢٤٢» ، وبين بلاد المعبر وهذه الجزيرة مسيرة يوم وليلة، وبها أيضا