أو هو أعظمها، رأيت به نحو مائة جنك كبار، وأما الصغار فلا تحصى كثرة، وهو خور كبير من البحر يدخل في البر حتى يختلط بالنّهر الأعظم.
وهذه «٥٤» المدينة وجميع بلاد الصين يكون للإنسان بها البستان والأرض، وداره في وسطها كمثل ما هي بلدة سجلماسة ببلادنا «٥٥» ! وبهذا عظمت بلادهم، والمسلمون ساكنون بمدينة على حدة. وفي يوم وصولي إليها رأيت بها الامير الذي توجه إلى الهند رسولا بالهدية، ومضى في صحبتنا وغرق به الجنك، فسلّم علي وعرف صاحب الديوان بي «٥٦» فأنزلني في منزل حسن، وجاء إليّ قاضي المسلمين تاج الدين الأردويلي وهو من الأفاضل الكرماء وشيخ الاسلام كمال الدين عبد الله الأصفهاني، وهو من الصلحاء وجاء إليّ كبار التجار فيهم شرف الدين التبريزي أحد التجار الذين استدنت منهم حين قدومي على الهند وأحسنهم معاملة، حافظ القرآن مكثر للتلاوة.
وهؤلاء التّجار لسكناهم في بلاد الكفار إذا قدم عليهم المسلم فرحوا به أشد الفرح، وقالوا: جاء من أرض الإسلام، وله يعطون زكوات أموالهم فيعود غنيا كواحد منهم.
وكان بها من المشايخ الفضلاء برهان الدين الكازروني، له زاوية خارج البلد «٥٧» ، وإليه يدفع التجار النذور التي ينذرونها للشيخ أبي إسحاق الكازروني «٥٨» ، ولما عرف صاحب