كاران والإصباهية وهم الرّماة والپيادة، وهم الرّجّال «٨٤» ، وجميعهم عبيد السلطان، ولا يسكن معهم سواهم، وعددهم كثير.
وهذه المدينة على ساحل النّهر الأعظم بتنا بها ليلة في ضيافة أميرها، وجهّز لنا الأمير قرطى مركبا، بما يحتاج اليه من زاد وسواه، وبعث معنا أصحابه برسم التّضييف، وسافرنا من هذه المدينة، وهي آخر أعمال الصين، ودخلنا إلى بلاد الخطا «٨٥» ، بكسر الخاء المعجم وطاء مهمل وهي أحسن بلاد الدنيا عمارة، ولا يكون في جميعها موضع غير معمور فإنه إن بقى موضع غير معمور طلب أهله أو من يواليهم بخراجه، والبساتين والقرى والمزارع منتظمة بجانبي هذا النهر من مدينة الخنسا إلى مدينة خان بالق، وذلك مسيرة أربعة وستين يوما، وليس بها أحد من المسلمين إلا من كان خاطرا غير مقيم، لأنها ليست بدار مقام، وليس بها مدينة مجتمعة «٨٦» ، وإنما هي قرى وبسائط فيها الزرع والفواكه والسكر، ولم أر في الدنيا مثلها غير مسيرة أربعة أيام من الأنبار إلى عانة. وكنا كلّ ليلة ننزل بالقرى لأجل الضيافة حتى وصلنا إلى مدينة خان بالق، وضبط اسمها بخاء معجم والف ونون مسكن وباء معقودة وألف ولام مكسور وقاف، وتسمى أيضا خانقو «٨٧» ، بخاء معجم ونون مكسور وقاف وواو، وهي حضرة القان، والقان هو سلطانهم الأعظم الذي مملكته بلاد الصين والخطا، ولما وصلنا إليها أرسينا على عشرة أميال منها على العادة عندهم، وكتب إلى أمراء البحر