للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥ - قُدرتُه وتمكُّنه من عرض آراء السابقين في مسائل اللغة، واختياره الصواب مسندًا بالأدلة العقلية والنقلية، ومثال ذلك إجابته المعتمد بن عبّاد حين سأله عن الفرق بين المسهِب والمسهَب، فبعد أنْ خَطّأَ ما ورد في أدب الكاتب، ومختصر العين، نَقَل آراء الخليل وأبي علي القالي وأبي عبيدة، ثم أبدى رأيه فقال: (فرأيُ مملوكك - أيدك الله تعالى - واعتقادهُ، أنّ المسهَبَ بالفتح لا يوصَفُ به البليغ المحسن، ولا المكثر المصيب، ألا ترى إلى قول الشاعر:

حَصِرٌ مُسْهَبٌ

أنّه قَرَن فيه المُسهَبَ بالحَصِر، وذَمّه بالصفتين، وجعل المُسهَبَ أحَقّ بالعيّ من الساكت الحَصِر فقال:

خَيرُ عِيِّ الرجالِ عِيُّ السُّكوتِ

والدليل على أنّ المُسْهِب بالكسرِ يقالُ للبليغِ المكثرِ من الصوابِ أنّهم يقولون للجوادِ الأصيل من الخيلِ: مُسْهِب بالكسرِ خاصة، لأنها بمعنى الإجادة والإحسان … ) (٧٤).

وقد استفاد مَن جاء بعد الأعلم من آثاره وآرائه، ولا سَيما كتابه (تحصيل عين الذهب) الذي شرح فيه أبيات سيبويه، فنقلوا عنه كثيرًا، وسأذكر العلماء الذين نقلوا عن الأعلم أو ذكروا آراءه مرتبين ترتيبًا زمنيًا، وهم:

١ - أبو حيّان الأندلسي (ت ٧٤٥ هـ)، وقد نقل عنه في ارتشاف الضرب (٧٥) غير مرّة.

٢ - الحسن بن قاسم المرادي (ت ٧٤٩ هـ)، وقد نقل عنه مرّة واحدة في الجني الداني (٧٦).

٣ - ابن هشام الأنصاري (ت ٧٦١ هـ)، وقد نقل عنه في ستة مواضع في مغني


(٧٤) نفح الطيب: ٤/ ٧٨.
(٧٥) ارتشاف الضرب: ٤٤، ٩٤، ١١٠، ١٣٩، ١٦٨، ١٨٠، ١٨٦، ١٨٧.
(٧٦) الجنى الداني: ٧٢.

<<  <   >  >>