للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأضاف الشافيات وفيها الألف واللام إلى الحوائمِ) (٤٢)، وأضاف أبياتًا ذكرها المازني والجَرْمي في بعض الأبواب (٤٣).

أمّا إذا تكرّر الشاهد في أكثر من باب، فإنْ كانَ موضعُ الاستشهاد فيه واحدًا، فإنّه يشير إلى أنّ البيت قد تقدّم تفسيرُه أو ذِكرُه، كقوله: (وبعد هذا البيت في الباب بيت جرير وبيتُ الحارث بن كَلَدة، وتقدَّم تفسيرُهما فأَغنى ذلك عن إعادتهما) (٤٤)، فلم يذكر البيتين لأنهما تقدّما وقد شَرَحَهما هناك (٤٥)، وقد يُهمل ذِكرَ البيت إذا تكرّر في بابٍ آخر كما فَعَل في الشاهد:

يا أَبَتا عَلَّكَ أو عَسَاكا

لأنّه تقدّم وشَرَحَه هناك (٤٦).

وإنْ تكرّر البيتُ وفيه شاهد آخر، فإنه يذكر موضع هذا الشاهد، ويشير إلى أنّ البيت قد تقدّم تفسيرُه، كقوله بعد بيت المرار الفقعسي: (استشهد به ها هنا على دخول ما لتجعل بعد من حروف الابتداء كما جعلت لعلّ وأخواتها، وقد تقدَّمَ البيت بتفسيره) (٤٧).

وربّما أهمل الأعلمُ ذِكرَ الشاهد حين يرد أوّل مرّة، فإذا ورد ثانيةٌ ذَكَره وشَرَحَه، كقول عنترة (٤٨):

يا دارَ عَبْلَةَ بالجِواءِ تَكَلَّمي

ولكنّ هذه العناية باستقصاء الشواهد لا تعني أنّ الأعلمَ استقصي شواهد سيبويه الشعرية جميعًا، فقد وَجَدْتُه قد أهملَ ذِكرَ شواهد قليلة، وهذه الشواهد نوعان: أولهما


(٤٢) ينظر البيت الذي بعد الشاهد: ١٤٨.
(٤٣) تنظر الأبيات التي بعد الشواهد: ١٨١ و ١٠٠٦ و ٩٨٦.
(٤٤) الشاهد: ١٠٠، وينظر أيضا الشاهد: ١٠٧.
(٤٥) ينظر الشاهدان: ٧٣ و ٧٤.
(٤٦) الشاهد: ٥٦٣، وقد تكرر هذا الشاهد في الكتاب: ٢/ ٢٩٩، وأهمله الأعلم ولم يذكره.
(٤٧) ينظر ما بعد الشاهد: ٤٠٠.
(٤٨) هذا هو الشاهد (٩٧٣)، وقد ورد أول مرة في الكتاب: ١/ ٣٤٢، وقد أهمله الأعلم ولم يذكره.

<<  <   >  >>