للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

النُسَخِ في آخِرِ الكِتابِ: مِمَّا يُحْمَلُ عَن المازِنيِّ أَنَّه أَلْفَاهُ مُثْبَتًا فيه، قول الفرزدق (٢٤٥٠):

فَمَا سُبِقَ القَيْسِيُّ مِن [سُوءٍ] سِيرَةٍ … ولكنْ طَفَتْ عَلْماءِ غُرْلَةُ خالِدِ

يُريدُ على الماء، فالتَقَتِ اللَّامَان، والآخِرَةُ منهما ساكِنَةُ، فَلَمْ يُمْكِنِ الادْغامُ، لأنَّ المتحرّكَ لا يُدْغَمُ في الساكِن، فحُذِفَتِ اللامُ الأُولَى طَلَبًا للتخفيف، كما حُذِفَتْ إحدَى السِينَيْنِ واللّامَيْنِ في مَسْتُ وظَلْتُ، والأصلُ مَسِسْتُ وظَلِلْتُ.

وأرادَ بالقَيْسِيُّ عُمَرَ بنَ هُبَيرةَ الفَزارِيُّ؛ لأنْ فَزارَةَ مِن قَيْس، وكانَ قَدْ عُزِلَ عَن العِراقِ وَوُلِّيَ خالدُ بن عبد اللهِ القَسْرِيُّ مكانَهُ (٢٤٥١)، فمَدَحَ الفَرزدقُ عُمَر بنَ هُبَيرةَ وهَجَا خالدًا. ومعنى طَفَتْ ارتَفَعَتْ وعَلَتْ. والغُرْلَةُ: جِلْدَةُ الذَكَر، وإنّما ذَكَرَ هذا تَعْرِيضًا بأْمِّ خالِدٍ لأنَّها كانَتْ نَصْرانِيَّةً، فجَعَلَه على مِلَّتِها، وجَعَله في رِفْعَتِهِ عليه بالوِلايَةِ وإنْ كانَ أفْضَلَ منه كالجِيفَةِ تَطْفُو على الماءِ وتَعْلُوهُ (٢٤٥٢).

كَمُلَ كتابُ (تحصيل عين الذَهَب مِن مَعْدِنِ جَوْهَرِ الأدبِ في عِلمِ مجازاتِ العربِ) (٢٤٥٣)، < على حَسَبِ ما أَمَرَ بهِ ونَدَبَ إليه ونَهَجَ سبيلَهُ ورَفَعَ سَنَاءَهُ المَلِكُ الجَليلُ المُعْتَضِدُ باللهِ المنصورُ بفَضْلِ الله، أَدامَ اللهُ أَمْرَهُ، وأَعَزَّ سُلطانَهُ ونَصْرَهُ، وأبقَي بَهْجَةَ العِلْمِ بِبقائِه، وجَلَا وَجْهَهُ بتَهَمُّمِهِ واعتِنائِه، وأبقاهُ عِمادًا للدُنْيا والدِينِ، وسِتْرًا واقِيًا لجميعِ المسلمين، آمين رَبَّ العالَمين.

وكانَ بَدْءُ تأليفِهِ إِمْلاءً وأَوّلُ تصنيفِهِ اكتِفاءٌ بما رَسَمَهُ واقتِداءً يَومَ السَبتِ غُرَّةَ ذي


(٢٤٥٠) البيت مفردٌ في شرح ديوانه ٢١٦، وينظر: المقتضب ١/ ٢٥١، النكت ١٢٧٧، الأمالي الشجرية ٢/ ٤، شرح المفصل ١٠/ ١٥٥. وروايته في ديوانه:
من ضعفِ حيلةٍ … قُلْفَةُ خالِدِ
(٢٤٥١) في ط: في مكانِهِ.
(٢٤٥٢) في ط: وتَعْلُو.
(٢٤٥٣) بعدها في ط: املاء الشيخ الجليل الأستاذ أبي الحجاج يوسف بن سليمان النحوي الشنتمري، وكانَ تأليفه له في سنة سِتُ وخمسين وأربَعِ مئةٍ، ونجز التأليف في سنة سبع وخَمْسين وأربَعِ مئةٍ … تم.

<<  <   >  >>