للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"فَأَصَابَتْنِي خَاصِرَةٌ" (١) أي: وجع في خاصرتي. قال القاضي: أو يكون أصابه برد في أطرافه (٢)، وهو الخصر الذي هو برد الأطراف في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه وجعٌ في الكليتين (٣).


(١) "الموطأ" ٢/ ٤٧٤ عن يحيى بن سعيد، ووقع في (د، أ): (فأصابني).
(٢) "المشارق" ١/ ٢٤٢.
(٣) روى أحمد ٦/ ١١٨، وأبو يعلى في "مسنده" ٨/ ٣٥٣ (٤٩٣٦)، والحاكم ٤/ ٢٠٢ - ٢٠٣، عن عائشة قالت: لقد رأيت من تعظيم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمه أمرًا عجيبًا وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت تأخذه الخاصرة فيشتد به جدًّا، فكنا نقول: أخذ رسول، وخفنا عليه، وفزع الناس إليه، فظننا أن به ذات الجنب فلددناه، ثم سري عن رسول الله. وروى ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (٩) عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشدد عليه إذا مرض حتى إنه لربما مكث خمس عشرة لا ينام، وكان يأخذه عرق الكلية وهو الخاصرة، فقلنا: يا رسول الله لو دعوت الله فيكشف عنك. قال: "إِنَّا مَعْشَرَ الأَنْبِيَاءِ يُشَدَّدُ عَلَيْنَا الوَجَعُ لِيُكِفِّرَ عَنَّا". وروى أبو يعلى ٨/ ٢٠٧ (٤٧٦٩) عنها نحوه. قال الهيثمي في "المجمع" ٢/ ٢٩١: رواه أبو يعلى وفيه محمد بن إسحاق وهو مدلس وبقية رجاله ثقات. وروى الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "بغية الباحث" (٥٣١)، والعقيلي في "الضعفاء" ٣/ ٧٩، والطبراني في "الأوسط" ١/ ٤٢ (١١٣)، ٤/ ٢٨٧ (٤٢٢١)، وابن عدي في "الكامل في الضعفاء" ٣/ ٢٣١، والحاكم ٤/ ٤٠٥، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" ٢/ ٣٩٦ - ٣٩٧ (١٤٧٣، ١٤٧٤) عن عائشة رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِنَّ الخَاصِرَةَ عِرْقُ الكُلْيَةِ إِذَا تَحَرَّكَ آذى صَاحِبَهُ فَدَاوُواهَا بِالْمَاءِ المُحَرَّقِ وَالْعَسَلِ". قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح؛ فأما الطريق الأول فلا يعرف إلاَّ بعبد الرحيم وهو مجهول، وفي الإسناد مسلم بن خالد؛ قال علي بن المديني: ليس بشيء، وفي الحديث الثاني الحسين بن علوان؛ قال ابن عدي: كان يضع الحديث. قال الهيثمي في "المجمع" ٥/ ٩٠: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه مسلم بن خالد الزنجي وهو ضعيف، وقد وثقه جماعة. وضعفه أيضاً الألباني في "الضعيفة" (١٢٢٣، ٢٩٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>