للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الوهم والخلاف]

قوله في بعض طرق مسلم في حديث وهيب: "كَمَا تَنْبُتُ الحِبَّةُ في حَمِيلِ السَّيْلِ" (١) عند السمرقندي، وللعذري والسِّجْزِي: "في حَمِيئةِ السَّيْلِ"، وعند الطَّبَرِي: "حَمِيَّةِ السَّيْلِ" مشدد الياء، ولا معنى له هاهنا. وفي البخاري في باب صفة الجنة والنار (عن وهيب) (٢): "في حَمِيلِ السَّيْلِ - أَوْ قَالَ -: حَمِيئةِ السَّيْلِ" (٣) الحمَأة والحمِيئة: الطين الأسود المتغير، ومنه: الحمأ (٤) و {فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} [الكهف: ٨٦] و"حَمِيلُ السَّيْلِ" (٥) ما احتمله من الغثاء والطين، فالمعنى متقارب، حميل بمعنى محمول، وقيل: الحميل من السيول: ما لم يصبك مطره، ومرَّ عليك سيله، كالحميل من الناس من حُمِلَ إليك ممن لم يولد بأرضك، وكذلك من نزل بقوم ليس منهم، يقال له: حميل وأَتِيٌّ قوله في الحُمُر: "كَانَتْ حَمُولَةَ القَوْمِ" (٦) أي: الحاملة لهم ولمتاعهم. وقال ابن الصابوني في "تفسيره": يقال: مشى في مشيته، أي: في حملته، كذا كتبه القاضي (٧) ولا أفهمه.


(١) البخاري (٨٠٦، ٧٤٣٧)، ومسلم (١٨٢) من حديث أبي هريرة. و (٦٥٦٠، ٧٤٣٩) من حديث أبي سعيد.
(٢) ساقطة من (د، أ).
(٣) البخاري (٦٥٦٠).
(٤) في (أ): (الحماة).
(٥) البخاري (٨٠٦، ٦٥٧٣، ٧٤٣٧)، ومسلم (١٨٢) من حديث أبي هريرة. والبخاري (٦٥٦٠، ٧٤٣٩)، ومسلم (١٨٣، ١٨٥) من حديث أبي سعيد.
(٦) البخاري (٤٢٢٧)، ومسلم (١٩٣٩) من حديث ابن عباس بلفظ: "كَانَ حَمُولَةَ النَاسِ".
(٧) "المشارق" ١/ ١٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>