[الفصل الثاني: دراسة كتاب "مشارق الأنوار" للقاضي عياض]
كتاب "مشارق الأنوار على صحاح الآثار" - هكذا سماه مؤلفه - هو كتاب اشتمل على تفسير غريب أحاديث "الموطأ" و"الجامع الصحيح" لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البُخارِيّ، و"الصحيح" لأبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، وضبط ألفاظها والتنبيه على مواضع الأوهام والتصحيفات، وضبط أسماء الرجال.
[المبحث الأول: ترتيب الكتاب]
يقول القاضي عِياض في المقدمة مبينًا ترتيب كتابه (١): رأيت ترتيب تلك الكلمات على حروف المعجم، أيسر للناظر وأقرب للطالب، فإذا وقف قارئ كتاب منها على كلمة مشكلة أو لفظة مهملة، فزع إلى الحرف الذي في أولها إن كان صحيحًا، وإن كان من حروف الزوائد أو العلل تركه، وطلب الصحيح، وإن أشكل وكان مهملًا طلب صورته في سائر الأبواب التي تشبهه، حتى يقع عليه هنالك.
فبدأت بحرف الألف، وختمت بالياء على ترتيب حروف المعجم عندنا، ورتبت ثاني الكلمة وثالثها من ذلك الحرف على ذلك الترتيب، رغبة في التسهيل للراغب والتقريب، وبدأت في أول كل حرف بالألفاظ الواقعة في المتون، المطابقة لبابه على الترتيب المضمون. اهـ.
فالكتاب مرتب على ترتيب حروف المعجم عند المغاربة، حيث يوجد نوع اختلاف بين ترتيب حروف المعجم عند المشارقة عنه عند المغاربة،
(١) ١/ ٢٨ - ٢٩. ط. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بالمملكة المغربية.