للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الحاء مع الكاف]

" نَهَى عَنْ الحُكْرَةِ" (١) وهو إمساك الطعام عن البيع مع الاستغناء عنه عند حاجة الناس إليه انتظارًا لغلاء ثمنه.

قوله: "جُذَيْلُهَا المُحَكَّكُ" (٢) قد تقدم في الجيم.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وَبِكَ حَاكَمْتُ" (٣) يعني: مَنْ نازعه في الدين وخاصمه في إبطاله، أي: لا أرضى إلاَّ بحكمك، مثل قوله: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ} [لآل عمران: ١٨٣] {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا} [الأنعام: ١١٤]، وقد تكون المحاكمة المخاصمة في طلب الحكم، يقال: خاصمت فلانًا وحاكمته، أي: طلب كل واحد منا الحكم له، وقد جاء: "بِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ" (٤) أي: إليك رفعت الحكم وعليك قصرته، ولا حكم إلاَّ لك.

قوله - عليه السلام -: "الْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ" (٥) الحكمة: ما منع من الجهل، والحاكم: هو المانع من الظلم والعداء، ومنه: "إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحِكْمَةً" (٦)، ويروى: "لَحِكَمًا" (٧) أي: ما يمنع من الجهل وقيل: الحكمة الإصابة في


(١) "الموطأ" ٢/ ٦٥١ بلاغا عن عثمان بلفظ: "يَنْهَى عَنْ الحُكْرَةِ".
(٢) البخاري (٦٨٣٠) من حديث ابن عباس.
(٣) البخاري (٧٤٤٢) من حديث ابن عباس.
(٤) "الموطأ" ١/ ٢١٥، والبخاري (١١٢٠، ٦٣١٧، ٦٣٨٥، ٧٤٩٩)، ومسلم (٧٦٩، ٢٧١٧) من حديث ابن عباس.
(٥) البخاري (٣٤٩٩، ٤٣٨٨، ٤٣٩٠)، ومسلم (٥٢) من حديث أبي هريرة.
(٦) البخاري (٦١٤٥) من حديث أبي بن كعب.
(٧) رواه الطيالسي ٤/ ٣٩٤ (٢٧٩٢)، وابن أبي شيبة في "المصنف" ٥/ ٢٧٣ (٢٥٩٩٨)، وأحمد ١/ ٢٦٩، ٢٧٣، ١/ ٣٠٣، ٣٠٩، ٣١٣، ٣٢٧، ٣٣٢، وأبو داود (٥٠١١)،

<<  <  ج: ص:  >  >>