للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القول من غير نبوة، وقيل ذلك في قوله: "اللهُمَّ عَلِّمْهُ الحِكْمَةَ" (١). وقيل: الحكمة: الفقه في الدين والعلم به. وقيل: الخشية. وقيل: الفهم عن الله.

وهذا كله يصح في تفسير: "الْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ". وفي قوله: "عَلِّمْهُ الحِكْمَةَ" ولا سيما مع قوله: "الْفِقْهُ يَمَانٍ" (٢). وقد قيل: الحكمة: النبوة. وقيل هذا كله في قوله تعالى: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ} [البقرة: ٢٦٩].

قال ابن قرقول: وقد قيل: الحكمة إشارة العقل، والحكيم: مَنْ قَبِلَها، وقال بها، وعمِل ولم يخالفها في شيء من أمر دينه ودنياه فهو الحكيم، وهو الحاكم، وهو المحكم، وأموره كلها محكمة؛ لأنها صادرة عن إشارة العقل وتدبيره، وهو الحاكم المصيب الذي لا يخطئ ما دام محفوظًا من الله لم تلحقه آفة ولا حلَّ به نقص.


والترمذي (٢٨٤٥)، وابن ماجه (٣٧٥٦)، وأبو يعلى ٤/ ٢٢٠، ٤٥٤ (٢٣٣٢، ٢٥٨١)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ٤/ ٢٩٩ (٧٠١٦)، وابن حبان ١٣/ ٩٦ (٥٧٨٠)، والطبراني في "الكبير" ١١/ ٢٨٧ - ٢٨٨ (١١٧٥٨، ١١٧٥٩، ١٢٨٨٨)، وتمام الرازي في "فوائده" ١/ ٢٩٣ (٧٣٣)، ٢/ ١٨٨ (١٤٩١، ١٤٩٢) من حديث ابن عباس. وقد روي أيضاً عن: علي وأبي والبراء وبريدة وأبي بكرة وابن مسعود.
(١) البخاري (٣٧٥٦) من حديث ابن عباس.
(٢) البخاري (٤٣٩٠)، ومسلم (٥٢) من حديث أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>