للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الْوَاوُ التَّاءُ

قوله: "إِنَّ الله وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ" (١) الوتر الفرد، والباري سبحانه واحد في ذاته لا يقبل الانقسام ولا التجزئة، وواحد في صفاته لا شبه له ولا مثل، وواحد في أفعاله لا شريك له في ملكه، ولا معين له، ولا فاعل معه، و" يُحِبُّ الوِتْرَ" أي: يثيب عليه، ويقبله من عامله؛ ولذلك شرعه وحده فيما شرعه من عباداته، وأهل الحجاز يفتحون واوه في العدد ويكسرونها (في الرجل، وتميم وقيس وبكر يكسرونها) (٢).

قوله: "إِذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأْوْتَرْ" (٣) أي: اجعل عدد ذلك وترًا، ومنه: "صَلَاةُ الوِتْرِ" (٤) إما واحدة مفردة (٥) على مذهب أهل الحجاز، أو ثلاث على مذهب أهل العراق، وكل ذلك فرد في العدد.

قوله: "كأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ" (٦) أي: نقص، يقال: وَتَرْتُه أَتِرُه إذا نَقَصْتُه. وقيل: أصابه ما يصيب المَوْتُور. وقال مالك: معناه: ذهب بهم (٧)


(١) مسلم (٢٦٧٧) من حديث أبي هريرة.
(٢) ساقطة من (د).
(٣) مسلم (٢٣٧) من حديث أبي هريرة بلفظ: "إِذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَجْمِرْ وِتْرًا"، و (٢٣٩) من حديث جابر بلفظ: "إِذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُوتِرْ".
(٤) رواه أحمد ٢/ ١٦٥، ١٦٧، وفي "الأشربة" (٢١٣) من حديث عبد الله بن عمرو. وصححه الألباني في "الصحيحة" (١٧٠٨).
(٥) ساقطة من (د).
(٦) "الموطأ" ١/ ١١، والبخاري (٥٥٢)، ومسلم (٦٢٦) من حديث ابن عمر. والبخاري (٣٦٠٢)، ومسلم (٢٨٨٦/ ١١) من حديث أبي هريرة.
(٧) قال ابن خزيمة في "صحيحه" ١/ ١٧٣: قال مالك: تفسيره ذهاب الوقت.

<<  <  ج: ص:  >  >>