للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

محل الإنسان الذي يوطنه ثفسه ويسكن فيه، ويقال: وطنت بالمكان وأوطنت، وهو أعلى.

قوله: "حَمِيَ الوَطِيسُ" (١) هو التنور، واستعاره لشدة الحرب، ويقال: هو من كلامه الذي لم يسبق إليه.

الاِخْتِلَاف

قوله: "قَرَّبْنَا لَهُ طَعَامًا وَوَطِيئَةً (٢) " (٣) هو التمر يخرج نواه ويعجن باللبن.

قال ابن دريد: هو عصيدة التمر (٤). وفسره ابن قتيبة بالغرارة، وقد تقدم في الراء، وهذا هو الصحيح.

قوله: "كَانَ أُمَّهَاتي يُوَاطِئْنَنِي عَلَى خِدْمَتِهِ" (٥) يعني: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كذا لِلْقَابِسِي من المواطأة، وهي الموافقة، وعند الأصيلي وابن السكن: "يُوَاظِبْنَنِي" (٦) من المواظبة والملازمة، والأول أوجه، ورويناه في غير


قال: "لَوْلَا أَنْ تَحْزَنَ صَفِيَّةُ أَوْ تكُونَ سُنَّةً مِنْ بَعْدِي لَتَرَكْتُهُ حَتَّى يَكُونَ في أَجْوَافِ السِّبَاعِ وَحَوَاصِلِ الطَّيْرِ، وَلَئِنْ أَنَا أَظْهَرَنِي اللهُ عَلَى قُرَيْشٍ في مَوْطِنٍ مِنَ المَوَاطِنِ لأُمَثِّلَنَّ بِثَلَاثِينَ رَجُلًا مِنْهُمْ". فلما رأى المسلمون حزن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وغيظه على ما فعل بعمه قالوا: والله لئن ظهرنا عليهم يوما من الدهر لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب بأحد قط. وذكره عن ابن إسحاق: ابن هشام في "السيرة" ٣/ ٤٧.
(١) مسلم (١٧٧٥) من حديث العباس بن عبد المطلب.
(٢) في نسخنا الخطية: (ووطية)، وفي "المشارق" ٢/ ٢٨٥: (ووطئة)، لكنه قال بعدها: (بكسر الطاء وهمزة بعدها ممدود)؛ لذا أثبتناها بياء بعد الطاء مهموزة، والله أعلم.
(٣) مسلم (٢٠٤٢) من حديث عبد الله بن بسر بلفظ: "فَقَرَّبْنَا إِلَيْهِ طَعَامًا وَوَطْبَةً".
(٤) "الجمهرة" ٣/ ١٢٧٠.
(٥) انظر اليونينية ٧/ ٢٣.
(٦) البخاري (٥١٦٦) من حديث أنس.

<<  <  ج: ص:  >  >>