للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْكَافُ مَعَ الواو

في حديث الخضر عليه السلام: "فَصَارَ مِثْلَ الْكَوَّةِ" (١) بفتح الكاف هو المشهور، وقد حكي بالضم، وقال لنا الصدفي عن بعض شيوخه عن المعري: إنها بالفتح: غير نافذة، وبالضم: نافذة. قلت: وهذا ضعيف، المعري (لعنه الله) (٢) ليس بأهل أن يقلَّد (٣).

قوله: "الشَّمْسُ والْقَمَرُ مُكَوَّران" (٤) أي: مكفوفان كما يكف الثوب.

وقيل: مرمي بهما. وقيل: قد ذهب نورهما.


(١) مسلم (٢٣٨٠) من حديث أبي بن كعب.
(٢) ليست في (د، ظ).
(٣) المعري هو أبو العلاء، كذا ذكر القاضي في "الإكمال" ٧/ ٣٧٠. وهو الشيخ العلامة، شيخ الآداب، أبو العلاء، أحمد بن عبد الله بن سليمان بن محمَّد بن سليمان بن أحمد بن سليمان بن داود بن مطهر بن زياد بن ربيعة بن الحارث بن ربيعة بن أنور بن أرقم بن أسحم بن النعمان، القحطاني، ثم التنوخي المعري الأعمى، اللغوي، الشاعر، صاحب التصانيف السائرة، والمتهم في نحلته، ارتحل في حدود الأربعمائة إلى طرابلس وبها كتب كثيرة، واجتاز باللاذقية، فنزل ديرًا به راهب متفلسف، فدخل كلامه في مسامع أبي العلاء، وحصلت له شكوك لم يكن له نور يدفعها، فحصل له نوع انحلال دلّ عليه ما ينظمه ويلهج به ويقال: تاب من ذلك وارعوى. قلت: لعله لمّا تكلم في نحلته هكذا قال المصنف ما قال، من لعنه، كما في (س، أ) والله أعلم. توفي سنة تسع وأربعين وأربعمائة. انظر ترجمته في: "تاريخ بغداد" ٤/ ٢٤٠، "المنتظم" ٨/ ١٨٤، "سير أعلام النبلاء" ١٨/ ٢٣ (١٦).
(٤) البخاري (٣٢٠٠) من حديث أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>