وقال أيضًا: وكان من أهل المغرب، فقيهًا مناظرًا متفننًا، حافظًا للحديث بصيرًا.
وذكره الذهبي أيضًا في "المعين في طبقات المحدثين" وقد قال في مقدمة الكتاب ص ١٧: ليس هذا الكتاب بالمستوعب للكبار بل لمن شاع ذكره في الأقطار والأعصار. قلت: أي أن ابن قرقول عند الحافظ الذهبي ممن شاع ذكره في الأقطار والأعصار.
وقال الحافظ ابن كثير: كان من علماء بلاده وفضلائهم المشهورين.
[المبحث السابع: عقيدة ابن قرقول هن خلال محيابه "مطالع الأنوار"]
أرى أنه ينبغي لكل من تناول كتابًا ما أو جزءًا بالتحقيق والدراسة - سيما لواحد من العلماء المتقدمين - أن يوقف قارئ هذا الكتاب أو الجزء على عقيدة مصنف الكتاب: هل هو على منهج أهل السنة والجماعة، أم ممن يحيدون عن إثبات صفات الله عز وجل له كما يليق به سبحانه كالأشاعرة المؤولة مثلًا؛ وذلك ليكون القارئ على بينة من عقيدة المصنف - قبل الخوض في قراءة الكتاب أو مذاكرته، خاصة وأن بعض هذِه التأويلات ممن عقيدته أو منهجه مخالفًا لمنهج أهل السنة، تكون غامضة لا يعرفها كل أحد ولا يدركها كل مطلع، فكثيرًا من هؤلاء العلماء كان يخفي عقيدته المخالفة ويدسُّها بين السطور، ومن المشهور في ذلك مثلًا الإِمام الزمخشري وهو معروف بالاعتزال - نسأل الله السلامة والهداية - سيما كتابه "الكشاف" في تفسير القرآن، فقد قال السيوطي في "الإتقان في علوم القرآن" ٢/ ٥٠١: قال البلقيني: استخرجت من "الكشاف" اعتزالًا بالمناقيش. فرأيت أن أذكر في هذا المبحث طرفًا من ذلك؛ ليكون مُطَالِع "المطالع" على بصيرة من عقيدة المصنف، بل ومن عقيدة القاضي عياض صاحب