للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الراء مع الطاء]

قوله: "نتَلَقَّاهَا (١) مِنْ فِيهِ رَطْبَةً" (٢) يعني: لأول نزولها، كالشيء الرطب الذي لم يجف، ويروى: "رَطْبًا" كذلك، يرجع إلى لسانه كأن لسانه لم يجف بها بعد.

قوله: "في كُلِّ كبِدٍ رَطْبَةٍ أجرٌ" (٣) أي: ذو كبد حية، لأن الميت إذا مات جفت جوارحه، والحي يحتاج إلى ترطيب كبده من العطش إذ فيه الحرارة الموجبة له.

وفي حديث الخوارج: "يَتْلُونَ كتَابَ اللهِ رَطْبًا" (٤) [قيل: سهلاً، كما جاء في الرواية الأخرى: "لَيّنًا" (٥). وقوله في الزكاة: "لِأَنَّ ثَمَرَ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ يُؤْكَلُ رَطْبًا] (٦) وَعِنَبًا" (٧) بفتح الراء وإسكان الطاء رويناه من غير خلاف، وهو أصوب من ضم الراء وفتح الطاء (٨)؛ لأن أول ابتداء أكلها من حين يمكن، وقبل الإرطاب، وقبل البسر والبلح.

قوله: "فَانْتَهَى إلى قَبْرٍ رَطْب" (٩) أي: طري المدفن، وذلك يرجع إما


(١) في (س، أ، ظ): (فتلقاها).
(٢) البخاري (٣٣١٧)، مسلم (٢٢٣٤) من حديث ابن مسعود.
(٣) "الموطأ" ٢/ ٩٢٩، البخاري (٢٣٦٣)، مسلم (٢٢٤٤) من حديث أبي هريرة.
(٤) البخاري (٤٣٥١)، مسلم (١٠٦٤/ ١٤٤) من حديث أبي سعيد الخدري.
(٥) مسلم (١٠٦٤/ ١٤٥).
(٦) ما بين الحاصرتين ساقط من النسخ الخطية، والمثبت من "المشارق" ٢/ ٢٩٢.
(٧) "الموطأ" ١/ ٢٧٠. وتصحفت: (وعنبًا) في النسخ الخطية إلى: (وغيبًا).
(٨) قلت: هو هكذا في مطبوع "الموطأ" ١/ ٢٧٠.
(٩) مسلم (٩٥٤) من حديث ابن عباس.

<<  <  ج: ص:  >  >>