للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْهمْزَةُ مَعَ المِيم

منها: "إمّا" وقد جاءت في هذِه الأصول: (إمّا) بالكسر و (أمّا) بالفتح، وهما مختلفتان، وفي مواضع منها إشكال، فأما: (إمّا) المكسورة فتأتي للتخيير والشك والإبهام والتقسيم، وهي بمعنى: (أو) في أكثر معانيها، وذكر بعضهم أنها حرف عطف إذا تكررت، ولا يصح لدخول حرف العطف عليها، وبعض بني تميم يفتحون همزتها في باب العطف.

و (أَما) المفتوحة الهمزة فهي التي للاستئناف وتفسير الجمل، وهي (أن) دخلت عليها (ما) فأدغمت فيها، فأما ما وقع في هذِه الكتب منها مما يشكل، فهذِه الأصول تبينها إن شاء الله.

فأما: "إِمَّا لَا" فوقع هذا اللفظ في الصحيحين في مواضع بكسر الهمزة وشد الميم (١)، وهو هكذا صحيح، و (لا) مفتوحة عند الجميع، إلاَّ أنه وقع عند الطبري: "إِمَّا لِي" بكسر الهمزة وكسر اللام بعدها، وياء ساكنة متصلة باللام، وهكذا ضبطه الأصيلي في جامع البيوع، وكذا لبعض رواة مسلم، والمعروف فتح اللام، وقد منع من كسرها أبو حاتم (٢) وغيره، ونسبوه إلى العامة، لكنه خارج على مذهب الإمالة، كأن الكلمة كلها واحدة، وقد


(١) انظر ما رواه البخاري (٣٧٩٤) عن أنس بن مالك، ورواه مسلم (١٣٢٨) عن ابن عباس، و (١٦٩٥) عن بريدة، و (٢١٦١) عن أبي طلحة.
(٢) سهل بن محمد بن عثمان بن يزيد الجشمي، أبو حاتم السجستاني، ثم البصري، الإمام العلامة، المقرئ, إمام في النحو واللغة وعلوم القرآن والشعر ومصنفاته جليلة: "إعراب القرآن" "لحن العامة"، "المقصور والممدود"، "القراءات" وغير ذلك، مات سنة خمس وخمسين ومائتين. انظر ترجمته في: "الثقات" لابن حبان ٨/ ٢٩٣، "تهذيب الكمال" ١٢/ ٢٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>