للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قولها: "لَمْ يَطَأْ لَنَا فِرَاشًا وَلَمْ يُفَتِّشْ لَنَا كَنَفًا" (١) كناية عن القرب منها، والكنف: الستر، وهو هاهنا الثوب، كنَّتْ بفتشه عن الاطلاع على ما تحته، وعن إعراضه عن الشغل بها.

قوله: "وَلْيَقُلْ: فَتَايَ وَفَتَاتِي" (٢) قيل: هو بمعنى: عبدي وأمتي، وإنما نهى عن لفظ العبودية المحضة إذ هي حقيقة لله تعالى، والفتوة: لفظة مشتركة للملك ولفتاء السن, والفتى مقصور: الشاب، والفتاء: الشباب، (وقال لفتيته) (٣) أي: لعبيده. والفتوى والفتيا: السؤال، ثم سمي به الجواب، والاستفتاء: طلب الفتوى. {فَاسْتَفْتِهِمْ} [الصافات: ١١]، أي: سلهم. "أَمِثْلِي يُفْتَاتُ عَلَيْهِ" (٤) مذكور في الفاء والتاء.

[الاختلاف]

" إِنَّ شَيْطَانًا جَعَلَ يَفْتِكُ عَلَيَّ البَارِحَةَ" (٥) بضم التاء وكسرها، ذكره مسلم. وقد فسرنا الفتك، لكنه هنا تصحيف من: "تَفَلَّتْ" (٦) كما في البخاري أي: توثب وتسرع لإضراري.

قوله: "الْحَرْبُ أَوَّلُ مَا تَكُونُ فتَيَّةً" تصغير: فتاة، وضبط الأصيلي:


(١) البخاري (٥٠٥٢) من حديث عبد الله بن عمرو.
(٢) البخاري (٢٥٥٢)، ومسلم (٢٢٤٩) من حديث أبي هريرة.
(٣) هي قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وابن عامر. انظر "الحجة للقراء السبعة" لأبي علي الفارسي ٤/ ٤٣٠.
(٤) "الموطأ" ٢/ ٥٥٥ من حديث عائشة بلفظ: "وَمِثْلِي يُفْتَاتُ عَلَيْهِ".
(٥) مسلم (٥٤١) من حديث أبي هريرة بلفظ: "إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الجِنِّ جَعَلَ يَفْتِكُ عَلَيَّ البَارِحَةَ".
(٦) البخاري (٤٦١، ٣٤٢٣، ٤٨٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>