للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْبَاءُ مَعَ الواوِ

" فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ" (١) أي: ينزل منزله منها ويتخذه، قيل: هذا على طريق الدعاء عليه، أي: بوَّأه الله ذلك، وخرج مخرج الأمر، وقيل: بل هو على الخبر وأنه استحق ذلك واستوجبه.

وقوله: "فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا" (٢)، و {تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ} [المائدة: ٢٩] قيل: ترجع به لازمًا لك، وقيل: تحمله كرهًا وتلزمه، وأصله من الرجوع به، ومنه: {فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ} [البقرة: ٩٠].

قوله: "فَبَاءَتْ عَلَى نَفْسِهَا" (٣)، و"إِلَيْكَ أَبُوءُ بِذَنْبِي" (٤) معنى ذلك كله: أعترف طوعًا، وكأنه من الأصل المقدم في الرجوع، أي: رجعت إلى الإقرار بعد الإنكار أو السكوت، أو يكون من اللزوم، أي: ألزم، وألزمتْ ذلك أنفسها وتحملاه (٥). قال الخطابي: باء فلانٌ بذنبه إذا احتمله كرهًا ولم يستطع دفعه.

قوله في المواعدة في العدة: "يُعَرِّضُ وَلَا يَبُوحُ" (٦) أي: لا يصرح ويظهر غرضه، وعن الجُرْجَانِي: "وَلَا يَتَزَوَّجُ" وهو تصحيف من: "يَبُوحُ".


(١) البخاري (١٠٨)، مسلم (٢) من حديث أنس.
(٢) البخاري (٦١٠٤)، مسلم (٦٠) من حديث ابن عمر.
(٣) البخاري (٤٧٥٧) من حديث عائشة.
(٤) البخاري (٦٣٠٦، ٦٣٢٣) من حديث شداد بن أوس.
(٥) في (ظ): (وتحملته).
(٦) البخاري بعد حديث (٥١٢٤) معلقا من قول عطاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>