للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الوَاوُ وَالدَّالُ

قوله: "مَنْ وَدَعَهُ النَّاسُ لِشَرِّهِ" (١) أي: تركه.

و"عَنْ وَدْعِهُمُ الجُمُعَاتِ" (٢) أي: تركهم، وقد ثبت هذا المصدر من قول النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكذلك ودع، خلافًا لما زعم النحاة من إماتة العرب إياهما وتركهم النطق بهما، وقد قرئ: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ} [الضحى: ٣] بتخفيف الدال (٣) أي: ما (٤) تركك، وأصل الودع: (الترك و) (٥) الفراق، ومنه: "حَجَّةُ الوَدَاعِ" (٦) لأنها (٧) مفارقة البيت. قلت: بل سميت بذلك لأن النبي - صلى الله عليه وسلم -ودَّع المسلمين فيها، وكانت آخر اجتماع بينه وبينهم في ذلك الموضع.

قوله (٨) في آخر (٩) الطعام "غَيْرَ مُوَدَّعٍ رَبَّنَا وَلَا مَكْفُورٍ" (١٠) أي:


(١) البخاري (٦٠٥٤، ٦١٣١) من حديث عائشة بلفظ: "وَدَعَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ".
(٢) مسلم (٨٦٥) من حديث أبي هريرة وابن عمر.
(٣) هي قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعروة بن الزبير، وابنه هشام، وإبراهيم بن أبي عبلة، انظر (شواذ القرآن" لابن خالويه ص ١٧٥، و"فتح الباري" لابن حجر ٨/ ٧١١، ١٣/ ٢٦٠.
(٤) من (د).
(٥) ساقطة من (س).
(٦) وردت هذِه اللفظة في مواضع كثيرة منها ما في: "الموطأ" ١/ ٣٣٥ من حديث عائشة. والبخاري (٨٣)، ومسلم (١٣٠٦) من حديث عبد الله بن عمرو.
(٧) في (س، أ): (لأنه)، وفي (م): (كأنه).
(٨) ساقطة من (س).
(٩) في النسخ الخطية: (أمر) والمثبت من "المشارق" ٢/ ٢٨٢.
(١٠) البخاري (٥٤٥٩) من حديث أبي أمامة بلفظ: "الْحَمْدُ لله الذِي كفَانَا وَأَرْوَانَا، غَيْرَ مَكْفِيِّ، وَلَا مَكْفُورٍ. وَقَالَ مَرَّةً: الحَمْدُ لله، رَبِّنا، غَيْرَ مَكْفِيِّ، وَلَا مُوَدَّعٍ وَلَا مُسْتَغْنًى، رَبَّنَا".

<<  <  ج: ص:  >  >>