ثالثًا: كل هذِه الروايات وقعت له سماعًا وبعضها وقعت له إجازة أيضاً كرواية أبي ذر عن شيوخه الثلاثة، ورواية الأصيلي، ورواية ابن السكن، ورواية النَسَفيّ.
[المبحث الخامس: أهمية كتاب "مشارق الأنوار" العلمية]
الكتاب يعد بحق من أهم ما ألف لبيان الاختلاف بين الروايات، والتمييز بينها مع بيان وجه الصواب فيها.
- وتبرز قيمته في ذكر اختلافات كثيرة، وخاصة إذا لاحظنا عدد الروايات التي اْعتمد عليها القاضي عِياض.
- يشتمل على الاختلافات التي وقعت من قبل الرُّواة في السند والمتن، حيث لم يقتصر على ألفاظ السند فقط كما فعل أبو علي الجَيّانيّ في "تقييد المهمل".
- أنه مرتب على حروف المعجم مما يسهل الوصول إلى الكلمة المراد الوصول إليها، حتى ولو كان الترتيب على طريقة المغاربة.
- أن مؤلفه لديه صناعة حديثية ودقة علمية ومنهج في الرواية فريد مما جعله يقارن بين هذِه الروايات مُنزلًا كل رواية منزلتها من حيث الصحة وعدمها ومبينًا ما كان سببه التصحيف أو غيره.
- أنه يحكي الاختلاف في أصح ثلاثة كتب، وأكثر الكتب خدمة من العلماء المسلمين، وهي "موطأ مالك" والصحيحان.
- أن مؤلفه يأتي بما يعضد رواية الحديث بالروايات الأخرى له، أو
صحيح لغة العرب أو غير ذلك.
- أن صنيعه هذا يكاد يكون بطريقة الحصر، بحيث يستطيع الباحث