للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخاء مع اللام]

قوله: "مَا خَلأَتْ" (١) لَمَّا توقفت عن المشي وقهقرت ظنوا أن ذلك خلاء في خلقها، وهو كالحِرَان للفرس وغيره، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "مَا بِهَا خَلأٌ، وإنما حبسها الله سبحانه كما حبس الفيل عن مكة إبقاءً على أهلها" (٢)، ويقال: خلأت الناقة، وألح الجمل.

قوله: "إِنْ كَانَ خَلَبَهَا" (٣) أي: خدعها، ومنه: "لَا خِلَابَةَ" (٤)، والخُلْبَةُ بضم الخاء وسكون اللام: ليف النخل، وقد يسمى الحبل نفسه: خلبة، وكأن الخُلْبة قطعة من الخلب.

قوله: "بِلِيفِ خُلْبَةٍ" (٥) على الإضافة، أراد بخلبة ليف، (أي: بحبل ليف) (٦) ثم قلب، ومن نونه فهو بدل من الليف، ومعناه: حبل ضُفِر من الخلبة.

و"خَالَجَنِيهَا" (٧) يعني: السورة، أي: نازعني قراءتها فقرأها معي، يدل عليه: "مَا لِي أُنَازَعُ القُرْآن" (٨) والمنازعة: المجاذبة للشيء لكي ينتزعه كل واحد منهما عن صاحبه، والخلج: الجذب، فكأنه (جاذبه قراءتها) (٩).


(١) البخاري (٢٧٣١، ٢٧٣٢) من حديث المسور ومروان بن الحكم.
(٢) في البخاري في الحديث السالف: "وَمَا ذَاكَ لَهَا بِخُلُقٍ، وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ".
(٣) البخاري معلقًا عن الزهري قبل حديث (٢٥٨٨).
(٤) "الموطأ" ٢/ ٦٨٥، البخاري (٢١١٧)، مسلم (١٥٣٣) من حديث ابن عمر.
(٥) مسلم (١٦٧/ ٢٦٩) من حديث ابن عباس بلفظ: "لِيفٌ خُلْبَةٌ".
(٦) ساقطة من (د، أ، ظ).
(٧) مسلم (٣٩٨) من حديث عمران بن حصين.
(٨) "الموطأ" ١/ ٨٦ من حديث أبي هريرة.
(٩) في (س، أ): (جاذبها قراءته).

<<  <  ج: ص:  >  >>