للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الزاي مع النون]

قوله: "لَهُ زَنَمَةٌ مِثْلُ زَنَمَةِ الشَّاةِ" (١) أي: لحمة معلقة من حلقها، وبه فسر بعضهم قوله: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} [القلم: ١٣] قيل: هو الدعي (٢) لغير أبيه على ظاهره. وقيل: له علامة ظاهرة في الشر كزنمة الشاة الظاهرة في حلقها.

وفي الحديث: "أَهْلُ النَّارِ كُلُّ جَوَّاظٍ زَنِيمٍ" (٣) قيل: هو في رجل مخصوص بتلك الصفة على الاختلاف المذكور آنفًا. وقيل: بل إشارة إلى أهل الكفر؛ لفساد مناكحهم. وقيل: دعي إلا غير أبيه.

قوله: "زِنَةُ عَرْشِهِ" (٤) أي: مقداره في الثقل، وأصله: وزنة. وقيل: مقدار عرشه مساحة وامتدادًا وذلك راجع إلى عدد أجزائه.

و"الزَّنَادِقَةُ" (٥): من لا يعتقد ملة من الملل المعروفة، ثم يستعمل في كل من عطل الأديان، وأنكر الشرائع، وفيمن أظهر الإِسلام وأسر غيره، وأصله من كان على مذهب ماني، ونسبوا إلى كتابه الذي وضعه في إبطال النبوة، ثم عربته العرب (٦).


(١) البخاري (٤٩١٧) عن ابن عباس.
(٢) في (د): (المدعي).
(٣) مسلم (٢٨٥٣/ ٤٧) من حديث حارثة بن وهب الخزاعي، وفيه: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ جَوَّاظٍ زَنِيمٍ مُتَكَبِّرٍ".
(٤) مسلم (٢٧٢٦) من حديث جويرية.
(٥) "الموطأ" ٢/ ٧٣٦ من قول مالك، والبخاري (٦٩٢٢) عن عكرمة قال: "أُتِيَ عَلِيٌّ بِزَنَادِقَةٍ".
(٦) قال الفخر الرازي في "اعتقادات المسلمين" ص ٨٨: المانوية: أتباع ماني، وقد كان

<<  <  ج: ص:  >  >>