للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المنظر فكسوه ثوبين ظريفين نبيلين، وأتوا به إلى الحاكم فشهد لهم فتقبل شهادته وقوله؛ لنبل ثوبيه، ولما كان المتشبع بما لم يعط يكذب على نفسه بأنه أعطي ما لم يعط، ويكذب على غيره بأنه أعطي ما لم يعط، ثُنيَ الثوبان في تمثيله، وقيل: بل هو كقائل الزور مرتين.

قوله: "تَوَضَّأْ وَلَوْ مِنْ أَثْوَارِ أَقِطٍ" (١) جمع ثور، وهي القطعة من الأقط. وقوله: "حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ" (٢) يحتمل أن يكون عبارة عن حملة الثور؛ لاحتياجهم إليه للحراثة والانتفاع به؛ لفناء الحيوان وهلاكه، ويحتمل أن يريد الرأس نفسه؛ للأكل لشدة المسغبة التي هم فيها.

قوله: "وَلَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَثْوِيَ عِنْدَهُ" (٣) أي: يقيم، وهما لغتان: ثوى يَثْوي، وثويٍ يثوَى، واختلف في الفصحى منهما، وبالفتح هي في "العين"، و"الأفعال"، و"الجمهرة" (٤)، وبحسب ذلك اختلف ضبط شيوخنا، فمنهم من فتح، ومن كسر، أعني الماضي.

[الاختلاف]

في البخاري: "لَا بَأْسَ أَنْ يُعْطِيَ الثَّوْبَ بِالثُّلُثِ وَالرُّبُعِ" (٥) كذا للأصيلي وأبي ذر، وعند النَّسَفي وابن السكن والقابسي: "الثَّوْرَ" بالراء، وهو أشبه بسياق الباب.


(١) مسلم (٣٥٢).
(٢) مسلم (٢٩٣٧) في حديث النواس بن سمعان.
(٣) "الموطأ" ٢/ ٩٢٩، البخاري (٦١٣٥) من حديث أبي شريح الكعبي.
(٤) "العين" ٨/ ٢٥٢، "الأفعال" ص ١٣٥ و ١٣٧، "جمهرة اللغة" ١/ ٢٣٠.
(٥) البخاري قبل حديث (٢٣٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>