للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الذال مع الراء]

" مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَبَرَأَ وَذَرَأَ" (١) كله بمعنىً واحد.

و"ذَرَارِيُّ المُشْرِكِينَ" (٢): نساؤهم وأبناؤهم، ومنه: "وَلَا تَقْتُلُوا ذرِّيَّةً" (٣) الكل بمعنى: العيالات: النساء والصبيان، وأصل الذرية: النسل، مأخوذ من ذرأهم أي: خلقهم.

قال ابن دريد: ذرأ الله الخلق ذروًا، كان أصله الهمز فتركت العرب همزه، وكذلك الذرية (٤).

وقال الزبيدي: أصله النشر من ذَرَّ. قال غيره: أصله من الذر، فُعلية منه؛ لأن الله خلقهم أولًا أمثال الذر، فلا أصل له في الهمز.

و"الذُّرَةُ" (٥) في الزكاة بضم الذال وفتح الراء مخففة، من القطاني، وهو الْجَاوَرْس، وقيل: الْجَاوَرْس هو الدخن، ومثله: "مَما يَزِنُ ذُرَةً" وهو تصحيف، صوابه: "ذَرَّةً" (٦) يعني: نملة صغيرة. وقيل: الذرة واحدة الذر، وهو الهباء الذي يظهر في شعاع الشمس مثل رؤوس الإبر، وروي عن ابن عباس أنه قال: "إِذَا وَضَعْتَ كفَّكَ عَلَى غُبَارٍ ثُمَّ رَفَعْتَهَا فَقَبَضْتَهَا فَمَا سَقَطَ مِنْ ذَلِك الغُبَارِ فَهُوَ الذَّرُّ"، وحكي أن الذرة جزء من خردلة،


(١) "الموطأ" ٢/ ٩٥١.
(٢) البخاري (١٣٨٤)، مسلم (٢٦٥٩) من حديث أبي هريرة، ومسلم (١٧٤٥/ ٢٧) من حديث الصعب بن جثامة.
(٣) رواه ابن حبان ١١/ ١١٠ (٤٧٨٩)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ٣/ ٢٢٢.
(٤) "جمهرة اللغة" ٢/ ٦٩٥.
(٥) "الموطأ" ١/ ٢٧٢، والبخاري قبل حديث (١٤٤٨)، ومسلم (٢٠٠١/ ٧١).
(٦) مسلم (١٩٣/ ٣٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>