القاضي عياض بأكثر من خمسة وعشرين عامًا؛ فإن القاضي مات في جمادى الآخرة سنة ٥٤٤ ص والله أعلم.
وكتبه أفقر عباد الله وأحقرهم حزبًا وأعظمهم جرمًا، وأقلهم حزمًا محمَّد بن أبي بكر السخاوي الشافعي خطيب المدرسة الباسطية بالقاهرة، عفا الله عنهم برحمته.
قلت: وهذِه الأسطر التي هي للحافظ السخاوي أُراها وإلى حد كبير جدًا تحل وتفض النزاع الذي أسلفناه حول نسبة الكتاب لابن قرقول.
وعلى هذا فكان أجدر وأحرى أن يكون اسم كتاب ابن قرقول:"مطالع الأنوار تنقيح - أو تحقيق - مشارق الأنوار".
لكن نعلق هذا على أمر واحد، وهو: إن كان ابن قرقول تعمد نسبة الكتاب إلى نفسه، هذا والله تعالى أعلم.
[المبحث الثالث: منهج ابن قرقول في الكتاب]
يشبه وإلى حد كبير جدًا - بل هو هو - منهج القاضي عياض في "المشارق"، وقد أوضح القاضي خطته في كتابه في المقدمة ١/ ٧، فبنحو هذا المنهج نهج ابن قرقول مع بعض الاختلافات في ترتيب الكتاب ومع تقديم وتأخير أحيانًا في عبارات الكتاب، وحدث أن زاد المصنف ابن قرقول أشياء على كتاب القاضي، وصدر هذِه الردود أو التعقيبات أو الزيادات بقوله:(قلت)، أو:(قال ابن قرقول)، ومن الملفت للنظر والانتباه أن كثيراً من زيادات ابن قرقول على القاضي لم تخل من وهم أو غلط، أشرنا إليه في موضعه.