وفي الكتاب تقديم وتأخير من هذا الضرب، وبعض الاستدراكات والتعقبات أحيانًا على القاضي، مع اختلاف في الترتيب، فستجد أحيانًا مواضع ذكرها ابن قرقول في صلب الحرف، مع أنها في "المشارق" وضعها القاضي في فصل الاختلاف والوهم من الحرف، وعكس هذا، مع اختلاف في الترتيب والتنسيق بين أجزاء ومواد الكتاب.
وأختم هذا الفصل بنقل قد يحسم هذا النزاع إلى حد كبير ويخلصه؛ فقد ورد في الصفحة الأولى من النسخة (أ) كلام عزيز نفيس نصه: فائدة: قال الشيخ رحمه الله: للقاضي عياض رحمه الله كتاب "مشارق الأنوار" اشتمل على شرح (١) ما أشكل من "الموطأ" والبخاري ومسلم، ومات قبل تبييضه، استعاره من ولده الإمامُ أبو إسحاق ابن قرقول، وهو رفيق أبي القاسم السهيلي صاحب "الروض" وكلاهما ممن أخذ عن القاضي عياض، وجرَّد منه ما أمكنه نقله لصعوبة النسخة، ثم نقل الناس من كتابه ذلك، وسمي "مطالع الأنوار" وتكلم فيه بسبب ذلك، لكن قال الإِمام أبو جعفر ابن الزبير: إن آخر شأنه لم يتصل إلينا أنه نسبه لنفسه من وجه يعتمد؛ فالله أعلم كيف طرأ عليه، وتعقب ابن الزبير في كونه لم ينسب الكتاب لنفسه بما لبسطه غيرُ هذا المحل، والظاهر صحة ما قاله ابن الزبير في طرأ النسبة لكون أبي إسحاق كان مع حفظه وتقدمه في الفنون محمود السيرة بكل مكان متين الدين معروفًا بإجابة الدعوة حتى إنه دعا على شخص آذاه فتجذم، ومن يكون بهذِه الأوصاف يبعد أن يرتكب مثل هذا، وبالجملة فقد كانت وفاته في شعبان سنة ٥٦٩ هـ بعد شيخه