للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الشين مع الكاف]

قوله: "فَشَكَرَ اللهُ لَهُ" (١) أي: أثابه وزكَّي ثوابه وضاعفه. وقيل: قبل عمله. وقيل: أثنى عليه بذلك وذكره به لملائكته، والشكور في أسمائه بمعنى الذي يزكو عنده القليل من أعمال عباده فيضاعف لهم ثوابه. وقيل: الراضي بيسير الطاعة. وقيل: المجازي للعباد قبل شكرهم إياه؛ فيكون الاسم علي معنى الازدواج والتجنيس. وقيل: الشكور: معطي (٢) الجزيل على العمل القليل. وقيل: المثني على المطيعين. وقيل: الراضي من الشكر باليسير، المثيب عليه بالجزيل.

قوله: "أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟ " (٣) أي: مثنيًا علي ربي بنعمته علي، ومتقلدًا (٤) لها بالازدياد من طاعته، والشكر: الثناء علي صنع يؤتي للعبد، والحمد: الثناء وإن لم يكن عارفه، ولا موجب للمكافأة (على ذلك) (٥).

قال الأخفش: الشكر: الثناء باللسان للعارفة يؤتاها. وقال غيره: الشكر معرفة الإحسان والتحدث به. وقيل: الشكر بالقلب وهو التسليم، قال الله تعالى: ({وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} [النحل: ٥٣] وباللسان، وهو الاعتراف، قال الله تعالي) (٦): {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: ١١]، وبالعمل وهو الدوام


(١) "الموطأ" ١/ ١٣١، ٢/ ٩٢٩، والبخاري (١٧٣)، ومسلم (١٩١٤، ٢٢٤٤) من حديث أبي هريرة.
(٢) في (د): (المعطي).
(٣) البخاري (١١٣٠، ٤٨٣٦، ٦٤٧١)، ومسلم (٢٨١٩) من حديث المغيرة بن شعبة. والبخاري (٤٨٣٧)، ومسلم (٢٨٢٠) من حديث عائشة.
(٤) في (أ): (متقلبًا)، وفي (م): (متلقيًّا).
(٥) ساقطة من (س).
(٦) ما بين القوسين ساقط من (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>