للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْبَاءُ مَع البَاءِ

قال أهل العربية: لم يلتق حرفان من جنس واحد في اللسان العربي، إلاَّ أنه وقع في "صحيح البخاري" من قول عمر: "لَوْلَا أَنْ أَتْرُكَ آخِرَ النَّاسِ بَبَّانًا وَاحِدًا" (١) وفسره ابن مهدي: شيئًا واحداً (٢)، وقال غيره: معناه الجمع، أي: جماعة. وقال أبو عبيد: لا أحسبه من كلام العرب (٣).

وقال الضرير (٤): ليس منه: ببَّان، والصحيح: بيّان، الثانية ياء مثناة من أسفل، أي: لولا أن أسوي بينهم حتى لا يكون لأحد على أحد فضل، قال: ويقال لمن لا يعرف من الناس: هيان بن بيان، وهيّ بن بي، ورَدَّ الأزهري (٥) قوله، وقال: هي لغة يمنية صحيحة لم تَفْشُ في كلام مَعَدِّ، وكذلك صححها صاحب "العين" وقال: ومما ضوعفت حروفه: هم على بَيان واحد، أي: طريقة واحدة. قال الطبري: هو المعدوم الذي لا شيء له، أي: لولا أن أتركهم فقراء لا شيء لهم، أي: متساوين في الفقر على قوله، واختلف في وزنه، فقيل: فعال، على أن النون أصيلة،


(١) البخاري (٤٢٣٥).
(٢) أخرجه أبو عبيدة عن ابن مهدي كما في "الفتح" ٧/ ٤٩٠.
(٣) "غريب الحديث" ١/ ٣٦.
(٤) هو أحمد بن أبي خالد - وقيل: ابن خالد - أبو سعيد الضرير، البغدادي، كان عالمًا باللغة جدًّا، استقدمه طاهر بن عبد الله من بغداد إلى خراسان، وأقام بنيسابور، وأملى بها المعاني والنوادر، ولقي أبا عمرو الشيباني وابن الأعرابي. انظر مقدمة "تهذيب اللغة" ١/ ٤٤، "معجم الأدباء" ١/ ٣٤٦ (٧٩)، "الوافي بالوفيات" ٦/ ٩٣٦ (٢٨٦٩)، "بغية الوعاة" ١/ ٣٠٥ (٥٦٣).
(٥) "تهذيب اللغة" ١/ ٢٦٨ مادة (ببَّ).

<<  <  ج: ص:  >  >>