للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْوَاوُ مَع الطَّاءِ

" اللهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ" (١) أي: عقوبتك وأخذك. قال الخطابي: الوطأة هنا (٢): العقوبة والمشقة، وأراد بها ضيق المعيشة، وهي مأخوذة من وطء (٣) الدابة الشيءَ وركضها إياه برجلها (٤). قال الخليل: يقال: وطئ العدو وطأة شديدة (٥) يريد إذا أثخن فيهم، ومنه في خبر آخر: "وَطِئْنَاهُمْ" (٦)، وقال الداودي: "وَطْأَتَكَ" يريد الأرض، فأصابتهم الجدوبة.

قوله: "وَلَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا" (٧) أي: لا يبحن الاضطجاع فيها ووطأها برجله لذلك غيركم، وهي كناية عن جماع النساء؛ لكون أكثر ذلك في الفرش، ولأن المرأة تسمى بذلك على معنى المجاز، وقد يكون على ترك الهمز، لا يجعلن فرشكم لغيركم موطنًا، يقال: أوطن فلان موضع كذا: اتخذه موطنًا، وأَوْطنته أنا إياه أُوطِنُه.

قوله (٨): "وَآثَارٍ مَوْطُوءَةٍ" (٩) أي: مسلوك عليها بما سبق به القدر من


(١) البخاري (٨٠٤)، ومسلم (٦٤٥) من حديث أبي هريرة.
(٢) في (س، ش): (هذا).
(٣) زاد بعدها في (د): (العدو).
(٤) انظر "أعلام الحديث" ١/ ٥٢٠ - ٥٢١.
(٥) "العين" ٧/ ٤٦٧.
(٦) لم أقف عليه.
(٧) مسلم (١٢١٨) من حديث جابر بن عبد الله.
(٨) ساقطة من (د، ش).
(٩) مسلم (٢٦٦٣/ ٣٣) من حديث ابن مسعود.

<<  <  ج: ص:  >  >>