للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْجِيم مَعَ اليَاءِ

قوله في الكنز: "إِلَّا جَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ" (١) قيل: جاء هاهنا بمعنى: صار وتحول، ويحتمل أن يكون جاء إلى صاحبه وقصده.

وقوله: "مُجْتَابِي النِّمَارِ" (٢) مفتعلين، من لفظ الجيب للثوب، والاجتياب: تقوير موضع دخول رأس اللابس من الثوب، ويسمى ذلك الموضع المقور: جيبًا، فجاء هؤلاء القوم، وقد فتحوا في نمارهم جيوبًا أدخلوا منها رؤوسهم فلبسوها، يصف سوء حالهم وشدة فقرهم، وقد فسره الخطابي بأنهم قطعوا النمار قطعًا وشقوها أُزرا لحاجتهم (٣)، يقال: جبن الثوب واجتبنه: قطعته. فهو من ذوات الواو. قال ثابت: الاجتياب للثوب أن (٤) يقطع وسطه ثم يلبس ولا يجيَّب: فإذا حبيب فهي بقيرة. وقيل: هو من ذوات الياء، وأن ألفه منقلبة عن ياء إذا استثقلت كسرتها فحذفت فسكنت وانفتح ما قبلها فانقلبت ألفًا.

وقوله: "يَجِيشُ" (٥) أي: يفور، و"جَاشَتِ الرَّكيَّةُ" (٦) كذلك، والقدر غلت وفارت وكذلك البحر والهم والنفس، والغصة والمعدة للقيء. وقيل: جاش: ارتفع، وكان الأصمعي يفرق بين جاشت وجشأت، فيقول: جاشت: فارت، وجشأت: ارتفعت.


(١) مسلم (٩٨٨) من حديث جابر.
(٢) مسلم (١٥١٧) من حديث جرير.
(٣) "غريب الحديث" ٢/ ٢٩٧.
(٤) في (س، أ): (أي).
(٥) البخاري (١٠٠٩) من حديث ابن عمر، و (٢٧٣١ - ٢٧٣٢) من حديث المسور بن
مخرمة ومروان.
(٦) مسلم (١٨٠٧) من حديث سلمة بن الأكوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>