للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: "أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ دَاءٍ يَعْنِيْكَ" أي: ينزل بك، ومنه: "مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لا يَعْنِيهِ" (١) أي: ما لا يخصه ويلزمه، وقيل: يعنيك: يشغلك، يقال: عُني بالأمر وعَني به، لغة قليلة.

قوله: "إِنَّهُ عَنَّانَا" (٢) العناء: المشقة، أي: ألزمنا العناء وكلفنا ما يشق علينا، يصح أن يكون من ذوات الياء أو الواو.

قوله: "يَا لَيْلَةً مِنْ طُولهَا وعَنَائِهَا" (٣) أي: مشقتها، ومنه: "ولَمْ تَتْرُكْ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنَ العَنَاءِ" (٤) وفي فضل الرمي: "لَوْلا كَلامٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - لمْ أُعَانِهِ" (٥) أي: لم أتكلف مشقته، ورواه الفارسي (٦): "لَمْ أُعَانِيْهِ" وهو خطأ، وعند بعضهم: "لَمْ أُعَاتِبْهُ" وهو تصحيف.

[الاختلاف]

قوله: "مَا تَرَكْتَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنَ العَنَاءِ" (٧) وهو المشقة والتعب، كذا لهم، وعند العذري: "مِنَ الغَيِّ" بغين معجمة، وعند الطَّبَرِي: "مِنَ العَيِّ" مفتوح العين، ولبعضهم بكسرها، وكذا كان في كتاب ابن (٨) عيسى الجلودي (٩)، وكلاهما وهم، والأول هو الصواب.


(١) "الموطأ" ٢/ ٩٠٣.
(٢) البخاري (٤٠٣٧)، مسلم (١٨٠١) من حديث جابر.
(٣) البخاري (٢٥٣٠) من حديث أبي هريرة.
(٤) البخاري (١٢٩٩)، مسلم (٩٣٥) من حديث عائشة.
(٥) مسلم (١٩١٩) عن عقبة بن عامر.
(٦) في (د، س، ش): (القابسي).
(٧) البخاري (١٣٠٥)، مسلم (٩٣٥).
(٨) في (س): (أبي).
(٩) كذا في (س)، ولعله الصواب، وفي بقية النسخ: (للجلودي).

<<  <  ج: ص:  >  >>