للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "لَوْ مَنَعُوني عَنَاقًا" (١) هي الجذعة من المعز التي قاربت الحمل، قاله على جهة التقليل، والعناق (٢) لا يؤخذ في الصدقة.

و"يسِيرُ العَنَقَ" (٣) سير سهل في سرعة ليس بالشديد.

قوله: "لا يَزَالُ النَّاسُ مُخْتَلِفَةً أَعْنَاقُهُمْ في طَلَبِ الدُّنْيَا" (٤) أي: رؤساؤهم وكبراؤهم، وقد قيل ذلك في قوله تعالى: {فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} [الشعراء: ٤]، وقيل: المراد به هنا: الجماعات: "جَاءَنِي عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ" (٥) أي: جماعة، وقد تكون الأعناق الرقاب، عبر بها عن أصحابها, لا سيما وهي التي تتشوف وتتطلع.

وقوله: "قَطَعْتَ عُنُقَ أَخِيكَ" (٦) أي: قتلته وأهلكته في دينه وآخرته، كمن قطع عنقه في الدنيا بما أدخلت عليه من العجب بنفسه (٧).

قوله: "فُكُّوا العَانِيَ" (٨) وهو الأسير، وأصله الخضوع، ومنه: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ} [طه: ١١١] يقال: عنا يعنو وعني يعني، ومنه: أخذ البلاد عنوة، أي: غلبة وقهرًا وذلة.


(١) البخاري (١٤٠٠) من حديث أبي هريرة.
(٢) كذا في (أ، م)، وهو ما في "المشارق" ٢/ ٩٢ - ٩٣، وغيرها, لكن زاد بعدها في (س، د، ش): (لا يزيد و).
(٣) "الموطأ" ١/ ٣٩٢، البخاري (١٦٦٦)، مسلم (١٢٨٦/ ٢٨٣) من حديث أسامة بن زيد.
(٤) مسلم (٢٨٩٥) عن أبي بن كعب.
(٥) مسلم (١٧٥٥) بلفظ: "وَأَنْظُرُ إلى عُنُقٍ مِنَ النَّاسِ".
(٦) البخاري (٦١٦٢) من حديث أبي بكرة.
(٧) ساقطة من (س).
(٨) البخاري (٣٠٤٦) من حديث أبي موسى الأشعري.

<<  <  ج: ص:  >  >>