للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْكاف مع الفاء

قوله: "تَتَكَافَأُ دِماؤُهُمْ" (١) أي: يتساوون في القصاص والديات شريفهم ومشروفهم، والكفؤ: المثل، والكفيء: المثيل.

قوله في الأرض: "يَتَكَفَّؤُها الجَبّارُ بِيَدِهِ" (٢) أي: يقلبها ويميلها إلى هاهنا وإلى هاهنا بقدرته (٣). وقيل: يضمها، ومثله: {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر: ٦٧]، والله سبحانه وتعالى، يتنزه عن (الجارحة و) (٤) صفات المخلوقين.

قوله: "إِذا مَشَى تكفَّأ" (٥) أي تمايل كما تتمايل السفينة يمينًا وشمالًا. قال الأزهري رحمه الله: وهذا خطأ. وصدق؛ لأنّ هذه مشية المختال؛ وإنما معناه أنه يميل إلا جهة ممشاه ومقصده، كما قال في الحديث الآخر: "كَأَنَّما يَمْشِي في صَبَبٍ" (٦)، قال القاضي أبو الفضل: وهذا لا يقتضيه اللفظ؛ وإنما يكون مذمومًا إذا أستعمل وقصد، وأما إذا كان خلقة فلا (٧).


(١) رواه أبو داود (٢٧٥١)، وابن ماجه (٢٦٨٥)، وأحمد ٢/ ٢١٥، والبيهقي ٨/ ٢٨ من حديث عبد الله بن عمرو. وفي الباب عن عائشة ومعقل بن يسار وغيرهما، والحديث صححه الألباني في "الإرواء" (٢٢٠٨).
(٢) البخاري (٦٥٢٠)، مسلم (٢٧٩٢) من حديث أبي سعيد، وعند مسلم: "يَكْفَؤُها".
(٣) من (ظ).
(٤) من (ظ)
(٥) مسلم (٢٣٣٠/ ٨٢) من حديث أنس.
(٦) رواه الترمذي (٣٦٣٨)، وأحمد ١/ ١٣٣، وابن حبان ١٤/ ٢١٦ (٦٣١١) من حديث علي.
(٧) "المشارق" ٢/ ٤٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>