للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

و"كانَ عَسِيفًا" (١) هو الأجير، ومنه: "النهي عن قتل العُسَفَاءِ" (٢) يعني: الأجراء في الحرب.

"فَأُتِيَ بِعُسٍّ" (٣) هو القدح الضخم.

"حَتَّى تَذُوقِي عُسَيْلَتَهُ" (٤) تصغير: عسل، وكنى به عن لذة الجماع، وكأنه أراد لعقة عسل (٥) فأنث، وإلا فهو مذكر، وقياسه عسيل. وقيل: بل أنث على معنى النطفة. وقيل: إن العسل يؤنث ويذكر.

قوله: "هَلْ عَسَيْتَ إِنْ فَعَلْتُ بِكَ كَذَا" (٦) أي: رجوت، و (عسى) بمعنى: (لعل) للترجي، وفيه لغتان: فتح السين وكسرها {هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ} [البقرة: ٢٢٦] بمعنى: لعلكم ورجاؤكم.

[الاختلاف]

قوله: "كُنْتُ أَقْبَلُ المَيْسُورَ وأَتَجَاوزُ عَنِ المَعْسُورِ" (٧) قال أبو عبيد: هما مصدران، ومثله: ما له معقول، أي: عقل، وحلفت محلوفًا، ومعناه: عن ذي العسر وذي اليسر، كما جاء: "الْمُعْسِرُ" و"الْمُوسِرُ" (٨).


(١) البخاري (٢٦٩٥ - ٢٦٩٦)، مسلم (١٦٩٧ - ١٦٩٨) من حديث أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني.
(٢) رواه سعيد بن منصور في "السنن" ٢/ ٢٣٩ (٢٦٢٨)، وأحمد ٣/ ٤١٣، والبيهقي ٩/ ٩١.
(٣) البخاري (٥٣٧٥) من حديث أبي هريرة، بلفظ: "فَأَمَرَ لِيَ بِعُسٍّ".
(٤) البخاري (٢٦٣٩)، مسلم (١٤٣٣) من حديث عائشة.
(٥) ساقطة من (د).
(٦) البخاري (٨٠٦)، مسلم (١٨٢) من حديث أبي هريرة.
(٧) مسلم (١٥٦٠/ ٢٧) من حديث حذيفة وأبي مسعود.
(٨) البخاري (٢٠٧٧)، مسلم (١٥٦٠). قلت: وحق هذا الفقرة أن تأتي قبل الاختلاف، وسيأتي ما يتعلق بهذا الحديث من الاختلاف في آخره.

<<  <  ج: ص:  >  >>