للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الوهم والخلاف]

في رواية عند مسلم: "جُزُّوا الشَّوَارِبَ" (١)، وفي أخرى: "جُذُّوا" بالذال، والمعروف في غيره: "أَحْفُوا الشَّوَارِبَ (٢) " (٣) أي: استقصوا جزها، وهذا يثبت قوله: "جُزُّوا" يقال: حفوت شاربي أحفُوه إذا استأصلته، وأحفيت مثله، لكن الرباعي أكثر.

وقوله: "فَحَزَّ بِهَا يَدَهُ" (٤) كذا لكافة الرواة بحاء مهملة، وعند القابسي: "فَجَزَّ" بالجيم، والأول هو الصواب، والجزر الاسفنارية.

وثبت ليحيى في "الموطأ" في قوله: "الأمْرُ عِنْدَنَا في بَيْعِ البِطِّيخِ وَالْقِثَّاءِ وَالخِرْبِزِ والجَزَرِ" (٥) وسقطت لغيره، وطرحه ابن وضاح وسقوطه صواب؛ لأنه ليس من الثمار، ولا يشبه ما ذكر معه، ولا يشبه ترجمة الباب؛ لأنه قال: ما جاء في بيع الثمار. وليس الجزر من الثمار، وأما ذكره في باب بيع الفاكهة فصحيح، لكن طرحه ابن وضاح، لما رآه سقط لابن بكير، قال ابن عبد البر: وهم ابن وضاح في طرحه ها هنا.

وقوله: "إِنَّمَا حَمَلَهُ عَلَى ذَلِكَ الجَزَعُ" (٦) وهو الشروع والفزع، وذكر الخطابي عن ثعلب: إنما هو الخرع، أي: الضعف والخور، قال: وليس للجزع ها هنا معنًى.


(١) مسلم (٢٦٠) من حديث أبي هريرة.
(٢) ساقطة من (س، ظ).
(٣) البخاري (٥٨٩٢)، مسلم (٢٥٩) من حديث ابن عمر.
(٤) البخاري (٣٤٦٣) من حديث جندب بن عبد الله.
(٥) "الموطأ" ٢/ ٦١٩.
(٦) مسلم (٢٥) من حديث أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>