للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الياء مع الدال]

قوله: " أَطْوَلُكُنَّ يَدًا" (١) أي: أسمحكن بالعطية، فلان طويل اليد والباع، وضده قصير اليد وجعد الكف والبنان.

قوله: "يَبْسُطُ يَدَهُ لِمُسِيءِ النَّهَارِ" (٢) من هذا (٣)، ومنه: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة:٦٤].

قوله: "كَتَبَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ" (٤) أثبت أهل السنة كل ما جاء من هذا وآمنوا به، ومنهم من توقف عن (٥) تأويله وسَلَّم عِلْم ذلك إلى الله سبحانه وتعالي، والمتكلمون أثبتوها صفات زائدة على الذات جاءت من قبل الشرع، لولا الشرع لم يجب في العقل إثباتها، فهي زائدة على ما أثبته العقل من الصفات التي هي الحياة والعلم القدرة والإرادة، (ومنهم أيضًا من توقف على تأويلها، وتأولها منهم طائفة على مقتضى اللغة التي بها خوطبوا من جهة الشرع فتأولوا اليد على القدرة وعلى النعمة وعلى القوة (وعلى المنة) (٦) وعلى الملك وعلى السلطان وعلى الحفظ والوقاية والطاعة والجماعة بحسب ما يليق تأويلها بالمواضع التي أثبتت فيه) (٧)، ثم لا خلاف بينهم في نفي الجارحة


(١) البخاري (١٤٢٠)، ومسلم (٢٤٥٢) من حديث عائشة.
(٢) مسلم (٢٧٥٩) من حديث أبي موسى بلفظ: "يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ".
(٣) زاد هنا في (أ، م): (وهو مجاز، وقد يريد به القبول منه والإنعام عليه).
(٤) مسلم (٢٦٥٢) من حديث أبي هريرة.
(٥) في (س): (على).
(٦) من (م).
(٧) ما بين القوسين من (أ، م). قلت: ولا خلاف عند أهل السنة والجماعة على إثبات صفة اليد للرب تعالى كصفة ذاتية له، دون تشبيه ولا تعطيل ولا تحريف، كما يليق به جل وعلا، وليراجع مبحث عقيدة المصنف في مقدمة الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>