للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[النون مع الواو]

قوله في الخيل: "وَنِوَاءً لِأَهْلِ الإِسْلَامِ" (١) أي: معاداة (٢)، ناوأته مناوأة ونواءً، وأصله من: نُؤْتَ (٣) إليه وناء إليك، أي: نهض مقاتلاً، ومنه: {لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ} [القصص: ٧٦] و"ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ (٤) " (٥) و"نَاءَ بِصَدْرِهِ" (٦)، كل ذلك بمعنى نهض، ورواه الداودي "ونَوًى لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ" بفتح النون وتنوين الواو، وهو وهم (٧).

وقوله: "لَا نَوْءَ" (٨) هو عند العرب سقوط نجم وطلوع نظيره من الفجر، أحدهما في المغرب والآخر في المشرق، من الثمانية والعشرين المنازل، كانوا يعتقدون أنه لا بد عند ذلك من مطر أو ريح، فمنهم من يجعله للطالع؛ لأنه ناء، ومنهم من ينسبه للغارب؛ فنفى النبي - صلى الله عليه وسلم - صحة ذلك ونهى عنه، وكفر معتقده إذا اعتقد أن النجم فاعل ذلك، وأما من جعله


(١) "الموطأ" ٢/ ٤٤٤، والبخاري (٢٣٧١)، ومسلم (٩٨٧) من حديث أبي هريرة.
(٢) في (س): (معاداته).
(٣) في النسخ الخطية: (نَوْأتَ)، والمثبت من "المشارق" ٢/ ٣١.
(٤) في (س): (إليه).
(٥) البخاري (٦٨٧)، ومسلم (٤١٨) من حديث عائشة.
(٦) في (س): (ولينوء بها صدره)، وفي (د، ش): (ولينوء بها وناء بها صدره)، وفي (م): (ولينوء بها وناء بصدره، والمثبت من "المشارق" ٢/ ٣١، وهو في البخاري (٣٤٧٠) من حديث أبي سعيد.
(٧) قال ابن حجر في "الفتح" ٦/ ٦٥: وحكى عياض عن الداودي الشارح أنه وقع عنده (وَنَوًى) بفتح النون والقصر قال: ولا يصح ذلك. قلت: حكاه الإسماعيلي عن رواية إسماعيل بن أبي أويس، فإن ثبت فمعناه: وبعدا لأهل الإسلام.
(٨) مسلم (٢٢٢٠) من حديث أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>