للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد رواه ابن السماك (١) وغيره من رواة البخاري بكسر الميم كما قال ابن الأفليلي.

وقوله: "تُجِنُّ بَنَانَهُ" (٢) أي: تغطي وتستر، وبه سمي الجن والجنة لاستتارهم عن الناس، وجن الليل وجن عليه الليل، وجنه وأجنه إذا أظلم عليه فستره، والجَنة منه, لأن شجرها يستر أرضها أو داخلها، وجمعها جنات وجنان، ومنه: "قَدْ مَلِئَ جِنَانًا" (٣)، والعامة يحسبونه واحداً ويجمعونه: أجنة، وهو لحن، والجنين ما استتر في بطن أمه، فإن خرج حيًّا فهو ولد، وإن خرج ميتًا فهو سِقط، لكن جاء في الحديث إطلاق الاسم عليه بعد خروجه استصحابًا لما قبل.

[الوهم والخلاف]

" فَرَأَيْتُ الرَّجُلَ يَجْنَأُ عَلَى المَرْأَةِ" (٤) كذا للأصيلي عن المروزي، ولأحمد بن سعيد في "الموطأ"، وقيده الأصيلي بالحاء عن الجُرجاني، وبالحاء وفتح الياء هو عند الحموي، ووقع للمستملي في موضع كذلك (٥)، وكذا قيدناه أيضًا في "الموطأ" من طريق الأصيلي بالحاء مضموم الياء مهموزًا (٦)، وكذا يقيد فيه عن ابن الفخار، لكن بغير همز، ورأيت في أصل أبي الفضل: "يَجئ" بفتح الياء ثم جيم ثم همزة، وتحت


(١) البخاري (٥٢٩٩)، مسلم (١٠٢١) من حديث أبي هريرة.
(٢) في (د، أ، ظ): (السماط).
(٣) "الموطأ" ١/ ١٤٣، ومسلم (٧٠٦) من حديث معاذ.
(٤) البخاري (٣٦٣٥) من حديث ابن عمر.
(٥) اليونينية ٤/ ٢٠٦.
(٦) "الموطأ" ٢/ ٨١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>