وهيجان حمية، وهي في حق الله تعالى إرادة عقاب العاصي وإظهار عقابه وفعله ذلك به).
قلت: والحق هو إثبات ما أثبته سبحانه لنفسه بلا تأويل أو تحريف.
وفي حرف الفاء مع الراء ٥/ ٢١٣، قال المصنف في الكلام على قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لله أَشدُ فَرَحا": (الفرح ها هنا وفي أمثاله: الرضا والسرعة إلى القبول وحسن الجزاء؛ لأن السرور الذي هو انبساط النفس في حقه محال، لكن في طي ذلك الرضا عما يسر به، فعبر عنه به مبالغة).
هكذا في جميع النسخ الخطية، وهذا تأويل لا محالة ولا مناص، اتفقت على نقله النسخ الخطية جمعاء.
وفي حرف الفاء مع الياء ٥/ ٢٨٥ - ٢٨٦، في الكلام على قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فَيَأتِيَهِمُ الله في أَدْنَى صُورَة": (ومعناه: يظهر لهم صورة من خلقه يمتحنهم [بها]).
هكذا الكلام في (أ، م) كما في "المشارق" الأصل ٢/ ٢٢٣، وأما في (س، د، ش) فزيد بعد هذِه العبارة: (وهذا بدعة وتكلف، والأولى في أمثال هذِه الأحاديث الإيمان بها وإمرارها على ظاهرها من غير تشبيه ولا تعطيل).
قلت: وهذا منهج أهل السنة والجماعة وكلامهم.
وهكذا جاء في موضع لاحق يأتي في حرف السين مع الواو ٥/ ٥٥٤، في الكلام على الاستواء، من قوله تعالى:{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}[الأعراف: ٥٤] فجاء في (أ، م) مؤولًا على غير وجهه عند أهل السنة، أما في (س، د، ش) فجاء موافقًا لمنهج أهل السنة دون تحريف أو تأويل، فانظر هذا الموضع في مكانه من النص المحقق هناك؛ لأنه كلام طويل أستصعب نقله هنا وأستطول ذلك.