للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي، كقولهم: افعل ذلك بذي تسلم، أي: بالذي تسلم، أو بسلامتك، أو بالذي هو سلامتك، أو لك السلامة، هذه الوجوه التي وجهوا بها هذا اللفظ، كله راجع إلى أنه دعاء له، وهو شاذ أيضًا، أو تكون (ذي) صلة ودعمًا للكلام كقولهم: ذات يوم وذات ليلة، وقد يرجع إلى نحو ما قلناه من التأويل.

جاء في الحديث: "ذُو بَطْنِ بِنْتِ خَارِجَةَ" (١) أي: صاحب بطنها، يريد: الحمل.

قوله: "يَرْمِي جَمْرَةَ ذَاتِ العَقَبَةِ مِنْ بَطْنِ الوَادِي" (٢) أي (٣): الجمرة التي تضاف إلى العقبة، كما قال في الحديث الآخر: "الَّتِي عِنْدَ العَقَبَةِ" (٤).

قوله: "إِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ" (٥) أي: صاحب دم يستشفي به قاتله ويدرك ثأره، ولم يرد به الجنس.

قوله لعلي - رضي الله عنه -: "إنَّكَ ذُو قَرْنَيْهَا" (٦) أي: صاحب قرنيها. قيل: يريد قرني الجنة، أي: طرفيها. وقيل: ذو قرنيها ذو قرني هذِه الأمة، أي: إنك منها كذي القرنين في أمته ودعائه لهم، وأنه فيما ذُكر ضرب على قرني


(١) "الموطأ" ٢/ ٧٥٢.
(٢) البخاري (١٧٥١ - ١٧٥٢) من حديث ابن عمر.
(٣) تحرفت في (س) إلى: (إلى).
(٤) البخاري (١٧٥٣) من حديث ابن عمر.
(٥) البخاري (٤٣٧٢)، مسلم (١٧٦٤) من حديث أبي هريرة.
(٦) رواه أحمد ١/ ١٥٩، والبزار في "البحر الزخار" ٣/ ١٢١ (٩٠٧)، والطحاوي في "شرح المعاني" ٣/ ١٤، وابن حبان ١٢/ ٣٨١ (٥٥٧٠)، والطبراني في "الأوسط" ١/ ٢٠٩ (٦٧٤)، والحاكم ٣/ ١٢٣ من حديث علي، وصححه الحاكم، وانظر: "صحيح الترغيب" (١٩٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>