للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَدُومٍ" (١) أي: من علو إلى سفل، ومنه: "تَرَدَّى مِنْ حَالِقٍ" (٢) أي: ألقى نفسه.

و"الرِّدَاءُ" (٣): ممدود، ما كان على أعلى الجسد، والإزار أسفله، ومنه قول أم زرع: "صِفْرُ رِدَائِهَا" (٤) أي: أنها مهفهفة الأعلى، فارغة مما (٥) اشتمل عليه الرداء لرفع ردفيها ونهديها واندماج خصريها، عبلة الأسافل، لقولها: "وَمِلْءُ كِسَائِهَا" (٦).

قوله: "رِدَاءُ الكِبْرِيَاءِ" (٧)، وقوله تعالى: "الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي" (٨) على الاستعارة والمجاز، وغاية البلاغة في لزوم هذه الصفات كملازمة (٩) هذين الثوبين للابس (١٠).


(١) البخاري (٢٨٢٧) من حديث أبي هريرة.
(٢) البخاري (٥٧٧٨)، مسلم (١٠٩) من حديث أبي هريرة.
(٣) البخاري (٣١٤٩)، مسلم (١٠٥٧).
(٤) مسلم (٢٤٤٨) من حديث عائشة.
(٥) في (د، أ، ظ): (ما).
(٦) البخاري (٥١٨٩)، مسلم (٢٤٤٨).
(٧) مسلم (١٨٠).
(٨) رواه أبو داود (٤٠٩٠)، وابن ماجه (٤١٧٤)، وأحمد ٢/ ٢٤٨ و ٣٧٦ و ٤١٤ و ٤٢٧ و ٤٤٢، وابن حبان ٢/ ٣٥ (٣٢٨) و ١٢/ ٤٨٦ (٥٦٧١) من حديث أبي هريرة.
(٩) في (د، ظ): (له كملازمة) وفي (أ): (وملازمة).
(١٠) في قول المصنف تأويل وصرف للفظي الرداء والكبرياء عن حقيقته كعادته في تأويل الصفات الخبرية، والحق فيها إثباتها كما هي. قال ابن القيم في "التبيان في أقسام القرآن" ص ١٥٨ بعد ما ذكر الحديث: هذا يدل على أن رداء الكبرياء على وجهه هو المانع من رؤية الذات ولا يمنع من أصل الرؤية فإن الكبرياء والعظمة أمر لازم لذاته تعالى، فإذا تجلى سبحانه لعباده يوم القيامة وكشف الحجاب بينهم وبينه فهو الحجاب المخلوق ... وانظر عقيدة المصنف في مقدمة الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>