للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي المقدمة: "أَنَّ يُتَّخَذَ الرَّوْحُ عَرْضًا" (١) تصحيف من عبد القدوس، وكذلك تفسيره إياه وهو خطأ، وإنما هو: "أَنَّ يُتَّخَذَ الرَّوْحُ غَرَضًا" أي: ينصب ما فيه الروح للرمي، وهو المصبورة والمجثمة.

وفي الحديث: "شَرُّ الرِّوايَا رِوَايَا (٢) الكَذِبِ" في رواية الدمشقي عن مسلم (٣)، جمع روية وهو ما يدبره ويعده أمام عمله (٤) وقوله، وقيل: هو جمع راوية أي: ناقل؛ استعارة من راوية الماء؛ لحمله إياها، كما يقال: كنيف علم، ووعاء علم.

قوله: "حَتَّى أَرْوى بَشَرَتَهُ" (٥) أي: أبلغ إليها الماء فاستوفت الري منه.

...


(١) مقدمة "صحيح مسلم" ص ٢٠.
(٢) في (س): (روايات).
(٣) روى البخاري (٦٠٩٤)، ومسلم (٢٦٠٧) من حديث ابن مسعود مرفوعًا: "إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى البِرِّ، وَإِنَّ البِرَّ يَهْدِي إِلَى الجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ صِدِّيقًا. وَإِنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ، وَإِنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ كَذَّابًا". قال القاضي في "إكمال المعلم" ٨/ ٨١ في شرحه لهذا الحديث: ثم الحديث عندنا في جميع النسخ الواصلة إلينا والروايات المتصلة بمسلم والبخاري عندنا، إلاَّ أن أبا مسعود الدمشقي زاد عن مسلم في حديث ابن المثنى وابن بشار في هذا الباب: "وَإِنَ شَرَّ الرِّوْايَا رِوَايَا الكَذِبِ وَإِنَّ الكَذِبَ لَا يَصْلُحُ مِنْهُ جَدٌّ وَلَا هَزْلٌ ... " وذكر الدمشقي أن مسلمًا أخرج هنِه الزيادة، وقد ذكرها أيضًا في الحديث أبو بكر البرقاني، قال أبو عبيد الله الحميدي: وليست عندنا في كتاب مسلم.
(٤) في (س): (علمه).
(٥) البخاري (٢٧٢) من حديث عائشة.

<<  <  ج: ص:  >  >>