للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "أَظَلَّهُمْ المُصَدِّقُ" (١) أي: غشيهم، و"قَدْ أَظَلَّ قَادِمًا" (٢)، و"أَظَلَّهَا يَوْمُ عَرَفَةَ" (٣) أي: دنا وقرب، كأنه ألبسها ظله.

قوله: "كَأَنَّهُمَا ظُلَّتَانِ" (٤) أي: سحابتان، ومنه: " {عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ} [الشعراء: ١٨٩] " (٥)، وكذلك الغمامتان، و"رَأَيْتُ ظُلَّةً تَنْطِفُ السَّمْنَ" (٦)، ومنه: "كَالظُّلَّةِ مِنَ الدَّبْرِ" (٧).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الْجَنَّةُ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ" (٨) أي: رفع السيوف للضرب بها في سبيل الله والثبات لها في وجه العدو، وطلبًا لما وعد الله به المجاهدين الصابرين (٩)، أي (١٠): الجنة، فكأن الجنة تحت ذلك، و"مَا زَالَتِ المَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا" (١١) يحتمل وجهين (١٢).


(١) "الموطأ" ١/ ٢٦٤ من قول مالك.
(٢) البخاري (٤٤١٨)، مسلم (٢٧٦٩) من حديث كعب بن مالك.
(٣) البخاري (١٧٨٣) من حديث عائشة، وفيه: "أَظَلَّنِي".
(٤) مسلم (٨٠٥) من حديث النواس بن سمعان الكلابي.
(٥) البخاري قبل حديث (٣٤١٢).
(٦) البخاري (٧٠٤٦)، مسلم (٢٢٦٩) من حديث ابن عباس، وفيه: "رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ في المَنَامِ ظُلَّةً تَنْطِفُ السَّمْنَ".
(٧) البخاري (٣٠٤٥، ٣٩٨٩، ٤٠٨٦) من حديث أبي هريرة، وفيه: "مِثْلُ الظُّلَّةِ مِنَ الدَّبْرِ".
(٨) البخاري (٢٨١٨)، مسلم (١٧٤٢) من حديث عبد الله بن أبي أوفى.
(٩) من (ظ).
(١٠) في (د، أ): (إلى)، وفي (ظ): (مؤد إلى).
(١١) البخاري (١٢٤٤)، مسلم (٢٤٧١) من حديث جابر.
(١٢) كذا العبارة في النسخ الخطية الثلاث، فإما أن يكون المصنف تعمد حذف بقية الكلام اْختصارًا - وهذا أرجح - أو يكون تتمة الكلام قد سقط من النساخ، والله أعلم. وتتمة الكلام كما في "المشارق" الأصل ٢/ ٣٩٦: يحتمل وجهين: أنها أظلته لئلا تغيره الشمس إكرامًا له، والآخر - وهو أظهر - تزاحمها عليه للرحمة عليه والبر به.

<<  <  ج: ص:  >  >>